تدخل mtv السجون اللبنانية هذه المرّة، وتسلّط كاميراتها على الأشخاص الذين يعيشون خلف القضبان، بدءاً من سجن بعبدا، وصولاً إلى رومية وغيرهما، وما تحمله هذه السجون من أسرار وخفايا. فضّلت القناة أن تولي القضايا الاجتماعية مساحة من أعمالها، فقرّرت إطلاق برنامج «عاطل عن الحرية» الذي يقدّمه سمير يوسف في 17 الشهر الجاري. تدخل القناة في دهاليز السجون، وتحاور مجموعة من المتّهمين بمختلف الجرائم، سواء كانت قتلاً أو تعاطياً أو بيع المخدرات وحتى «جرائم الشرف».
يسألهم المقدّم عن الأسباب التي دفعتهم إلى ارتكابها، وعن الندم الذي يشعرون به. لن يحمل البرنامج أيّ رسائل تُهاجم القضاء أو المحكوم، بل يتوقف عند النواحي الاجتماعية والقضائية التي أدّت إلى توقيف كل شخص. قبل 6 أشهر، بدأ يوسف التحضير لبرنامجه، وفتّش عن موضوع حساس يعاني منه المجتمع بكل أطيافه. كما يهتم الإعلامي بالأسباب الاجتماعية التي دفعت الإنسان إلى ارتكاب الجريمة، ويسأل عن طفولته وماضيه وما يُخفيه من أسرار. يشير يوسف في حديث إلى «الأخبار» إلى أنّ «عاطل عن الحرية» يتضمّن بعض المشاهد التمثيلية في قضية كل مسجون، ويكون أشبه بـ«فلاش باك» عن مراحل حياة كل شخص، وكيفية نشأته في المجتمع. كما يحضر في الحلقة بعض المحلّلين النفسيين والقضاة المتخصصين الذين يتوقفون عند كل حالة ويشرحون تحوّلاتها. يعتبر يوسف أن برنامجه يتطرق إلى قصص متنوّعة من قلب الواقع اللبناني، تشكّل صدمة للمشاهدين، وبعض الروايات ستكون قديمة وتعود إلى سنوات عدّة، كما يبوح المساجين بأسرار ربما يكشفون عنها للمرة الأولى. يعتبر يوسف أن الهدف من برنامجه أن يعبّر المساجين عن رأيهم بما حصل معهم، من دون التعرّض لأي ضغط معنوي أو جسدي، بل التحدّث بحرية وطمأنينة. يشبّه الإعلامي برنامج «عاطل عن الحرية» بفرصة لأي إنسان ليقول ما يشاء ويفضفض عن نفسه، ويشرح مكنوناته التي يخاف منها من دون أيّ رقيب. إذاً، دخل سمير يوسف منطقة المحظور في المساجين التي تخبئ بين جدرانها الكثير من الأسرار والحكايا المأسوية. لن يكون يوسف أوّل صحافي يطرق ذلك الباب، لكن السؤال هو: هل يترك بصمة لدى المشاهدين أم يكون «عاطل عن الحرية» مجرّد أبحاث مجتمعة في حلقات تلفزيونية؟