كأن ما ينقصنا كسوريين زلزال مباغت، كي تكتمل المأساة فوق هذه الخشبة المهتزّة منذ أعوام. لا يحتاج الضحايا إلى أكفان وأدعية، فقط إلى إسمنت مسلّح وحديد واستغاثات. أذرع تستنجد تحت الركام والأنقاض، ووجوه منهوبة من الفزع. مشردون بلا منازل، وموتى لم يكملوا مناماتهم. جيولوجيون يحذّرون من زلازل أخرى وارتدادات. تعال إلى عاصمة الألم، الألم بدرجة سبعة وما فوق بمقياس ريختر. كأن سنوات الحرب والقسوة والحزن مجرّد بروفة أولية للقيامة. كأن أنياب الحرب وحدها لا تكفي لوشم هذه البلاد باللعنة الأبدية. كأن القتل المتسلسل للأرواح، لم ينجز المهمة بنجاح، ليأتي الزلزال بطاقته القصوى، ويُطيح من نجا من الموت تحت القذائف. هنا، في البلاد المنكوبة، ننتشل الضحايا، ونخشى النشّالين، أولئك الذين حملوا دمغة نهّابي الحرب، وها هم يستيقظون على وليمة دسمة من الغنائم بورديات عمل إضافية. كانت الزلازل تقع بدرجة ثلاثة أو أربعة ريختر بما يكفي لأن يهتزّ سرير في منتصف الكابوس، وأن تُزاح خزائن سنتمترات قليلة عن الحائط، كنوع من المزحة العابرة، فنضيفُ إلى التقويم يوماً آخر بقهوة مرّة، ونوبة كآبة تبقى تحت السيطرة، كما نظنُّ. لكن المشهد هذه المرّة، كان أكثر قسوة، وأكثر كابوسية، مما يحتمله الكائن، فمفكرة 6 شباط (فبراير) لا تشبه ما بعدها، لجهة الأسى. ههنا فالق صخري في الرأس يصعب نسيانه. صور سريالية عصية على الفهم، ومشهديات مرعبة، غير قابلة للمحو، كما لو أننا إزاء متحفٍ للأنقاض. بشر عالقون بين الموت والحياة، أطفال بلا سلالات عائلية، لا أوكسجين يكفي لاكتمال دورة الشهيق والزفير. أوراق نعي جماعية لتوطين الألم، وخيمة عزاء مفتوحة ليل نهار. تصدّعات في القلوب والجدران والقلاع (انهيار البرج الغربي لقلعة حلب). تشققات في الضمير العالمي، وشروخ في الإنسانية. لكن مهلاً، نحن لم نختبر الطوفان، على الأرجح ستحتج قشرة الكوكب على الآثام التي لطّخت أديمها من «معاصي العباد»، فكان على الثور أن يحرّك قرنيه غضباً. يضيق المعجم بمفردات الكارثة، إذ لم يختبر النحاة مثل هذا الجحيم قبلاً، فحركة الزلزلة اليوم ليست «رجفة»، أو «انتفاضة جسد المحموم»، إنما مزيج من الرعب والقلق والهزيمة. لهذه الأسباب، يفشل النحويون في إعراب جملة مفيدة تخصّ مثل هذه الفجيعة، ذلك أن هذا الدرس أكثر إيلاماً من نداء أبي العلاء المعري «خفف الوطء ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد». الآن سنجد صعوبة في إعراب جملة من طراز: «مات تحت الأنقاض بسبب إسمنت مغشوش، ونداءات مكتومة، ومقاول ضبع/ جشع، وسخط الطبيعة»، وأيضاً أعرب ما يلي: «دع الموتى يدفنون موتاهم»، «وأخرجت الأرض أثقالها». الآن وغداً، لا نحتاج إلى مجلدات ابن كثير في وصف زلزال 1759، وما تلاه من نكبات، فلدينا ما يفوق الوصف، وفائض النحيب، وخشونة الفقدان. زلزال النزوح إلى الشمال يتلوه زلزال أشدّ هلاكاً وفتكاً، فليس للسوري إلا العاصفة والتيه والموت في العراء. سنستنجد موقتاً بعبارة وديع سعادة «كل الضحايا إخوتي/ قلبي مليء بالموتى، ولا أعرف أين أدفنهم». هنا شهادات مرتجلة كتبها مبدعون سوريون من قلب الزلزال في مدوناتهم الشخصية، بوصفها ارتدادات أولية في توصيف الكارثة، وحراثة الفجيعة:
1- مشلوحاً في العراء الكوني

نزيه أبو عفش *
حين يَتضوّر «السوريُّ» من الألم، لا يحزن لآلامه أحد. حين يبكي السوريّ، لا تتلألأ بارقةُ دمعٍ في عينِ أحد.
حين يسيلُ دمُ السوريّ، لا تَطلعُ تنهيدةُ أسى من حَلقِ أحد.
بل حتى حين يفعلُها السوري ويموت، لا يأبه بجثمانهِ أحد؛ يتركونه مشلوحاً في العراء الكونيّ كي لا يعترفوا به «بَشراً» ويكونوا شهوداً على موتِ إنسان.. إنسان كانوا هم قتَلَتَه أو شركاءَ في قتله.. لكنْ، بعد أنْ يتمّ دفنُ السوريّ، يجعلون من سقفِ قبره منصّةً للنواحِ والتباكي على ما آلت إليه العدالةُ والحريّةُ وحقوقِ الدابّةِ – الـ.. إنسان.
حين يموتُ السوريّ في الصمتِ، ويُقبَر في الصمت، لا أحدَ يعرف (لا أحدَ تعنيه معرفةُ) أنّ قلبَ العالَم – ذاك الذي كأنما قلبُه بين أضراسه- صارَ مهَدّداً بالاقتلاع، بلَ أصبح مُستَحِقّاً له.
* شاعر

سايمون هاغز ـــ «جبل (زلزال)» (أكريليك وكولاج على كتّان ـــ 2022)


2- هندسة الموت تحت الأنقاض

أسامة اسبر*
-1-

ليست الزلازل من يدمّر ويقتل فحسب. إن من يمهد الطريق لفتكها الأشدّ، مهندسون يمررون كرة الخديعة كي يسجلوا هدفاً في مرمى الفقراء، ومتعهدون يديرون فريق الخداع، وقضاة تصطبغ ثيابهم بالدم، ومحامون ينحازون إلى صف المجرمين.
-2-

مدننا مصابةٌ بأمراض مزمنة، أحدها التورم الخرساني السرطاني القائم على أسس واهية، ولهذا نشعر أننا نعيش معلقين في الفراغ، ودوماً على وشك السقوط.
-3-

لا توجد إنسانية صرفة تجمعنا على ما يبدو، حتى المساعدات للمنكوبين تحت راية ما يُسمى بالتدخل الإنساني يُشاع أنها تتم داخل معادلة: معي أو ضدي.
-4-

ينهار البناء كأن تدميره مدروس. يتقوّض بعينه ضمن دائرته الهندسية كأنه اختير كي يُدمّر، ويتداعى ساقطاً لوحده على من فيه، كما لو أن الزلازل تقصف بصواريخ موجهة. هل هذه مصادفة؟ أم أن الموت ينتقي؟ أم أن العشوائية العمياء والمدمرة تأخذ أحياناً شكلاً منطقياً؟
-5-

نخسر أصدقاء مقربين وأشخاصاً لا نعرفهم، ونعلن تضامننا مع الذين علقوا تحت الأنقاض. إنهم ينتظرون تحت إسمنت وجودنا المفتت، تحت أنقاض حياتنا اليومية، عالقين هناك والأمل بأن تُفْتح فجوة ويبزغ ضوء وتعاود الحياة وصل شرايينها المقطوعة يحوم فوق المشهد كطائر مذعور.
-6-

سكنت في غرف وشقق في دمشق كانت كلّها على القائمة السوداء للزلازل. هزة بسيطة في قشرة الأرض كانت كافية لتحويلها إلى أنقاض، فكيف سيكون الأمر إذا حدث زلزال قوي؟ لا شك أنها ستتحول إلى ذرات لا مرئية في ريح الدمار. نعيش حياتنا دوماً على شفا جرف هار، ونتوهم أننا سعداء.
-7-

لا حاجة للتنبؤ بالزلازل وبوقت حدوثها وللجدل الذي لا طائل منه. ما نحتاج إليه هو مهندسون يبتكرون حلولاً معمارية لمواجهة الزلازل وسياسيون يؤمنون بأن السياسة هي في خدمة الإنسان، وأن يكون توزيع الثروة والحياة الكريمة والمنزل الآمن والحرية والدخل الكافي وجواز السفر المحترم البنود الأساسية على أجندتهم الانتخابية
* شاعر ومترجم

3- يا سوريا الوحيدة

المهند حيدر *
يا سوريا الوحيدة
يا سوريا الحزينة كطفلة ضاعت في المقابر
دموعك لا مجيب لها
وصوتك مخنوق في حناجرنا
نحن المرهونون للموت أبداً
وحيدون دوماً
... معك
وأنت دوماً وحيدة
* شاعر

4- نوبات الشهيق والزفير

سامر محمد إسماعيل*
من أين لي أن أعرف أنكِ كنتِ هناك. على مقربة جسد، ففي العتمة كنتُ لا أسمع سوى حشرجات وأنفاس مذعورة لأشخاص تم قذفهم في غرفة.
كانت أصوات خمش الأظافر للوجوه تتعالى من حولي، وكنت لا أستطيع التفريق بين صوت وآخر. كانت نوبات الشهيق والزفير تعلو وتضطرم كلما اصطدمت الأجسام ببعضها، فتعلو صرخات مرعبة، وتتصاعد في هيجانات مدوية، ثم تسكت دفعةً واحدة. كان الوقت كله ليل، والروائح تتكدس في الممرات الباردة ملطخةً بفحيح بشري مروّع.
وحدها يدكِ العمياء كانت تعرف مقاسات هذه القمصان وترميها علينا، فنستحيل جميعاً إلى طيور.
* شاعر ومسرحي

5- هلوسات ما بعد الصدمة

سناء علي *
إن مفردة «زلزال» وحدها قادرة على هزّ الكيان وإثارة الرعب في النفوس، فكيف وإذا به زلزالٌ حقيقيٌّ من درجة مدمرة ينبش البشر من أسرّتهم نياماً في أحضان البرد ليرميهم تحت أكوام من الحجارة والدم والموت؟ ها قد شبنا أيتها الحياة الغزيرة بالمسرّات ولم ننل منك قسطاً واحداً يغذّي مخزون الذاكرة للأيام الحالكة التي لم نعرف سواها. اختبرنا كل أشكال القسوة والألم ولا بدّ أن في جعبتك المزيد لتفاجئينا به، فنحن وبعد كل ما مررنا به، ظننّا أن احتياطك من القسوة قد شحّ أو نضب، أو أننا استهلكنا رصيدنا من التعب كاملاً..
هذه ليست مزحة ثقيلة الظلّ، إنها فقط هلوسات ما بعد الصدمة وأثر تلك الصور الكثيفة التي لم يتكلف العالم عناء النظر إليها حتى لإبداء تعاطف كاذب.
عشرات الأسئلة والحسرات تطوف الرأس بلا إجابات، ودموع ملء الجفون مالحة تحرق الأهداب والقلب، فكيف يا الله نجتاز كل هذا وكيف سينسى أولئك العالقون بين براثن الموت وشهوة الحياة إن نجوا؟ من سيحميهم من صرخات المفقودين بين طيات الرعب والوحشة؟ قد تلهينا الأيام بعد حين ونعود للركض سعياً إلى البقاء وتجسيداً لسنة الحياة وشرطها، لكنّ نفوسنا قد تحوّلت إلى صناديق من الأمل منتهية الصلاحية.
* كاتبة

6- مقام الرصد

باسم القاسم *
وأنا «عقيلُ المنبجيّ» يشاءُ
إكمالَ الموشّحِ
من دمي
قالَ استفق عند السكوت
واصدح بأنقاضِ التجلّي
بين أشلاء البيوت...
أذّن شمال الماءِ
غربَ الشكِّ
وانظر إلى ساقِ الأنينِ
تكشّفت في لحظةٍ
كم من جدارٍ واشتهى
فيها السجود...
قل ما يفيد ولا يفيد
كم صار شطحك منطق الجبروتِ
في زمن التحوت...
أنشد مقام الرصدِ
هيّا الآنَ
سَمَعْ.. .سكوووت:
يموتُ قيصرُ
فكرُ قيصرَ
لا يموت...
*شاعر وناقد

7- يا للأسى

هاني نديم *

حزانى يهرعون لحزانى
منكوبون ينقذون منكوبين
مفقودون يبحثون عن مفقودين
بيوتٌ شاخصةٌ من الخوف تنظر برعبٍ إلى بيوتٍ قضت
نشيدٌ طويلٌ للموت في براحٍ أصمّ..
يا للحزن.. يا للأسى
* شاعر

8- الطيران فوق أشجار الزيتون

بطرس المعرّي *
وَجَدَ شكري نفسه حبيس مساحةٍ صغيرةٍ من الرُّكام. نظر يميناً ويساراً من خلال عينين غطّاهما الرمل والغبار، لكنه لم يرَ سوى السواد. أراد أن يطلب النجدة، ولكنه عدل عن الفكرة: «إن كان لي حظ في النجاة، فسيأتي أحد لانتشالي من هنا… ولماذا أخرج أصلاً»!
«من حسن حظي أنني لم أبدّل ثيابي بثياب النوم» قال في نفسه، ثم مدَّ يده إلى جيب قميصه وأخرج علبة السجائر والقداحة وأشعل سيجارة: «هذه ألذ سيجارة دخنتها في عمري»، قال، ثم أشعل سيجارة ثانية ثم أشعل الثالثة وتركها بين شفتيه ثم وضع يديه خلف رأسه وراح يدندن: درب حلب ومشيتو… كلو سجر زيتوني… آه يا خيّو…
لم ينتهِ من سيجارته حتى بدا له بالفعل أنه يمشي درباً، وعلى جانبيه تصطف أشجار الزيتون، وفي نهاية الدرب رأى فتاةً، لطالما كان يحلم بالفوز بها، تنتظره بفستانٍ أبيض وطرحةٍ تزيّنها ورود صغيرة. وما إن اقترب منها حتى عانقته وبدأت تدور به وهي تضحك حتى ارتفعا عن الأرض. خاف شكري في البداية لكنه ألِف الطيران وأحبّه، لا سيما أنه قد رأى أيضاً أصدقاء له يطيرون مع فتياتهم، وكأنهم في عرس جماعي، ويتنقلون ما بين الغيوم، حتى ذابوا كلهم في رحم غيمة أمطرت مساءَ ذلك اليوم أشلاءَ أحلام.
* تشكيلي وناقد

9- موجة تقتلع الروح

أحمد م. أحمد*
وِحشةٌ لم أتخيّل أن بشرياً قد يعيشها، بعواء ريحها، وبردها، وانتظار الموت من سقف قد يسحق الجسد، أو موجة تقتلع الروح.

* شاعر ومترجم


إشارات من نصوص الأمس

■ رجفت الأرض رجفة مقلقة
في عام 1173 سادس ربيع الأول، الساعة العاشرة من الليل قد رجفت الأرض رجفة مقلقة برياح عواصف ورعود قواصف، فطاشت لها العقول وحصل والعياذ بالله غاية الذهول وتخلّعت السقوف وتشقّقت الجدران وهُدّمت في الشام بيوت لا تحصى وسقطت رؤوس مآذن دمشق.. وخرب أكثر دور دمشق، ووقعت تلك الليلة سقوف وبيوت لا تحصى ووقعت شراريف الجامع المزبور، وكان طول كل شرافة مقدار 5 أذرع على حائط حول سقف الجامع مقدار قامة من جميع الجهات الأربع.
كمال الدين الغزي ـــ «التذكرة الكمالية»

■ زلزلة عظيمة
كانت زلزلة عظيمة ابتدأت من بلاد الشام إلى الجزيرة وبلاد الروم والعراق، وكان جمهورها وعظمها بالشام تهدمت منها دور كثيرة، وتخربت محال كثيرة، وخسف بقرية من أرض بصرى، وأما سواحل الشام وغيرها فهلك فيها شيء كثير، وأخربت محال كثيرة من طرابلس وصور وعكا ونابلس.
ولم يبق بنابلس سوى حارة السامرة، ومات بها وبقراها 30 ألفاً تحت الردم، وسقط طائفة كثيرة من المنارة الشرقية بدمشق بجامعها، و14 شرافة منه، وغالب الكلاسة والمارستان النوري.
وخرج الناس إلى الميادين يستغيثون وسقط غالب قلعة بعلبك مع وثاقه بنيانها، وانفرق البحر إلى قبرص وقد حذف بالمراكب منه إلى ساحله، وتعدى إلى ناحية الشرق فسقط بسبب ذلك دور كثيرة، ومات أمم لا يحصون ولا يعدون حتى قال صاحب «مرآة الزمان» إنه مات في هذه السنة بسبب الزلزلة نحو ألف ومائة ألف إنسان قتلاً تحتها، وقيل إنّ أحداً لم يحص من مات فيها والله سبحانه أعلم.
ابن كثير ـــ «البداية والنهاية»

■ تحت الهدم ما لا يحصى
في هذه السنة (549 هـ)، في رجب، كان بالشام زلازل قوية، فخربت بها حماة وشيزر وحمص وحصن الأكراد وطرابلس وأنطاكية، وغيرها من البلاد المجاورة لها، حتى وقعت الأسوار والقلاع، فقام نور الدين محمود بن زنكي في ذلك الوقت، المقام المرضي، من تداركها بالعمارة، وأغار على الفرنج ليشغلهم عن قصد البلاد، هلك تحت الهدم ما لا يحصى، ويكفي أن معلم كتّاب كان بمدينة حماة، فارق المكتب، وجاءت الزلزلة، فسقط المكتب على الصبيان جميعهم، قال المعلم: فلم يحضر أحد يسأل عن صبي كان له هناك في إشارة إلى وفاة أهاليهم.
أبو الفداء عماد الدين إسماعيل ــ «المختصر في أخبار البشر»

■ الزمان جرّ عليها ذيله
دعاني إلى جمع هذا الكتاب ما نال بلادي وأوطاني من الخراب، فإن الزمان جر عليها ذيله، فأصبحت موحشة بعد الأنس، قد دثّر عمرانها، وهلك سكانها، فعادت مغانيها رسوماً، والمسرات بها حسرات وهموماً، ولقد وقفت عليها بعدما أصابها من الزلزال ما أصابها، وهي أول أرض مسّ جلدي ترابها، فما عرفت داري، ولا دور والدي وإخوتي، ولا دور أعمامي وبني عمي وأسرتي، فبهت متحيراً مستعيذاً من عظيم بلائه، وانتزاع ما خوله من نعمائه.
أسامة بن منقذ ـــ «المنازل والديار»