لا أعرفُ إنْ كان قد جاء الصيف(لم أرَ عُشّاقاً ، ولا صِبْيةً يمرحون،
ولم أسمعْ غناءَ باعةِ العرانيسِ على الأرصفةْ).

لا أعرفُ إنْ كان قد جاءَ الربيع
(لم تَلسعْني طراوةُ الهواء
ولم أُبصِرْ أزهارَ الحقولِ في الحقولْ).

ولا الشتاءُ أيضاً
(لم أشُمّ رائحةَ الكستناء
ولم يَصِلْني شهيقُ اللحمِ
يَسْتَدفِئُ بشهيقِ توأمهِ اللحمْ).

ولا الخريفُ الذي / آهْ!...
(لم أُبصِرْ ذهباً
ولم أَقْطفْ دموعاً
ولم تَبْلغْني تأوّهاتُ شعراءِ الرومانتيكيّةِ المغلوبين على أمرهم).

ولا النهارُ ولا الليل
(إذِ الناسُ خائفون
والشُرُفاتُ مُقفَلةٌ بالرصاصِ وأناشيدِ الحمقى).

ولا الأحدُ، ولا العنقودُ، ولا الغيمةُ، ولا عيدُ السكارى، ولا ضحكةُ العروسِ، ولا تـمْتَمةُ الوردةِ، ولا تغريدةُ شمسِ الصباحِ على التَّل...

لا أعرفُ شيئاً.
لا أعرفُ أحداً يتذكّرُ شيئاً أو يحِنُّ إلى جمالِ شيءْ.
لا أعرفُ إنْ كان الزمنُ تَحرّكَ ومشى.
: أنا جامدٌ في الزمنِ جمودَ شيءْ.
.. .. .. ..
.. .. .. ..
أعرفُ ، مِن أصداءِ نحيبِهِ ،
أنّ ثمة مَن ينتحبُ ويقول:
«يا لضَيعةِ الحياةْ!».

النحيبُ ليسَ علامةَ ربيعٍ ولا صيفْ.
النحيبُ ليسَ رسولَ عرسٍ ولا تَرْحيبَةَ ورْد.
:النحيبُ علامةُ يأسِ الناسِ
مِن أزمنةِ الناسْ.
19/10/2012