القاهرة | في نهاية الموسم الرمضاني الحالي، يكون عدد حلقات أجزاء «الكبير أوي» (أشرف على ورشة الكتابة مصطفى صقر وإخراج أحمد الجندي) قد وصل إلى 90، مسجّلاً نفسه في قائمة محدودة من كلاسيكيات الدراما المصرية. كان الممثل أحمد مكي صادقاً عندما صرّح قبل أربع سنوات بأنه لن يقدّم أجزاء جديدة من «الكبير أوي»، متعهّداً بعدم تكرار أيّ شخصية، بل سيواصل البحث عن شخصيات جديدة.
ظهر مكي في الجزء الأول من «الكبير أوي» بثلاث شخصيات هي: الكبير أوي الأب، والكبير الابن، وشقيقه التوأم جوني، لكنّ النجاح المفاجئ للحلقات الأولى وإخفاق الممثل في صناعة شخصيات جديدة في السينما، أدّيا إلى نكثه بوعده. وافق مكي على إنتاج الجزء الثالث في رمضان الماضي (عُرض الموسم الأول على عامين وفي كل عام 15 حلقة لينقسم إلى جزءين). مع زيادة حجم الإقبال الإعلاني على المسلسل، خرج الجزء الرابع هذا العام، وسط تسريبات عن نيّة فريق العمل تقديم جزء خامس في رمضان المقبل. هكذا دخل المسلسل الكوميدي الذي يقوم على عناصر شبابية كلاسيكيات الدراما، وبات من بين قائمة محدودة من الأعمال التي يقبل الجمهور على إعادة مشاهدتها كل فترة. كما تُحقّق حلقات الموسم الحالي (قناة «سي بي سي») فواصل إعلانية لا تقلّ عن 30 دقيقة يومياً، مع التأكيد أنّ نجاح الجزء الرابع فاق حلقات الموسم الماضي. عرف المخرج أحمد الجندي كيف يستعيد خلطة النجاح التي انطلقت بها الحلقات الأولى. ومع تعدّد الشخصيات التي يجسدها مكي، كان يتمّ حساب تداخل الشخصيات بدقة، وإبعاد بعضها في الوقت المناسب، واستعادتها في حلقات تالية حسب سير الحكايات الكوميدية. وتلك الحكايات تعتمد على التناقض المستمر بين الشخصيات التي يؤدّيها مكي من جهة، وسكان قرية المزاريطة من جهة أخرى. والأهم هو قدرة صنّاع «الكبير أوي» على المحاكاة الساخرة للأعمال الفنية الشهيرة، سواء كانت أفلاماً أو أغنيات. نالت محاكاة فيلم «شمس الزناتي» (إخراج سمير سيف) إعجاب الملايين عبر أربع حلقات قلّد فيها أبطال المسلسل نجوم الفيلم؛ أبرزهم عادل إمام الذي جسّده مكي. في حلقة أخرى، استخدم كتّاب المسلسل واقعة العثور على حمامة تحمل شريحة «ميكرو فيلم»، وظنّ بعضهم أنها جاسوس، فأعادوا تقديم القصة، لكن بتحويل الحمامة إلى أبو قردان، مع فاصل ساخر من أداء الإعلامية ريهام سعيد (قامت بدورها رشا جابر) التي تحاور المجرمين بطريقة مستفزة.
عندما تبحث أسرة المسلسل عن موضوع جديد للحلقات، يمكن ببساطة اللجوء إلى دويتو الكبير وزوجته هدية (دنيا سمير غانم) التي تطالبه بالاهتمام بها. عندها يسمع الجمهور أغنية نانسي عجرم «في حاجات»، لكن بأداء كوميدي من الزوجين، قبل أن يحلم الكبير بهدية وقد تحوّلت إلى لطيفة في أغنيتها الأولى «أرجوك أوعى تغير». هكذا احترف صنّاع المسلسل استدعاء النوستالجيا بأسلوب ساخر يناسب الكبار ويدخل البهجة إلى قلوب الأطفال أيضاً. ويعدّ العنصر الأساسي في نجاح المشروع وضمان استمراره هو ارتباط الجمهور بجميع الأبطال. فقد قدّم العمل نجوماً جدداً للجمهور؛ أبرزهم هشام اسماعيل صاحب شخصية فزاع، وإلى جواره محمد سلام (هدرس)، وبيومي فؤاد الذي يجسد شخصية دكتور ربيع مسؤول الوحدة الصحية في المزاريطة. معظم هؤلاء تحوّلت عباراتهم داخل العمل إلى أقوال مضحكة يتداولها الجمهور، وانضم إليهم ممثلون شبان؛ من بينهم أحمد فتحي (بعزق)، ومحمد عبد الرحمن (زيزو)، ومحمد حسني (ضابط الشرطة)، بالإضافة إلى والدة الكبير وجوني الحاجة سامنتا (ليلى عز العرب).



«الكبير أوي»: 20:00 على قناة «سي بي سي»