عام جديد يستعدّ للرحيل، من دون أن تتبدّل أوضاع اللبنانيين. لا بل إنّ الأحوال تزداد تردّياً على الأصعدة كافة. غير أنّ هناك في هذه البلاد من يصرّ على الفرح والأمل بغدٍ أفضل.اليوم الجمعة، تفتتح «دار قنبز» نسخةً جديدةً من معرضها الميلادي «أهل الدار» (بالشراكة مع «تيوفورك ستوديوز») في الطبقة الأرضية من مبنى مقرّها في فرن الشبّاك، حيث يستمرّ لغاية 30 كانون الأوّل (ديسمبر) الحالي (من الساعة الحادية عشرة صباحاً لغاية الثامنة مساءً، باستثناء 24 كانون الأوّل حيث تتوقف الأنشطة عند الساعة الرابعة بعد الظهر. الحفلات عند الساعة التاسعة مساءً).


مشروع «أهل الدار» جامع في وقت «كل ما يحيط بنا يدفع نحو الانقسام»، تقول مؤسِّسة الدار والفنانة نادين توما لـ «الأخبار». المعرض الذي يضمّ حصّة فنية وافرة، يُقام بمشاركة مروحة واسعة من الحرفيّين والفنانين والطهاة والكتّاب والموسيقيين و«كلّ الناس الجميلين الذي يبنون البلد الذي نحلم به ويخلقون بحراً من الحب والبركة». وتشدّد توما على أنّ لبنان كلّه «ممثَّل»، كما أنّ «دعمنا ومساندتنا لبعضنا بعضاً يسهمان في تخطّي هذه الأوقات الصعبة». علماً بأنّ تفاصيل الأنشطة ومواعيدها تُنشر عبر حسابات «دار قنبز» على مواقع التواصل الاجتماعي.
مع انطلاقته، يوجّه الحدث اليوم تحية خاصة للمعمار والأستاذ الجامعي روبير صليبا الذي توفي في تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي، بالتعاون مع «مبادرة بيروت للتراث». وفي هذا الإطار، سيصدر كتاب تلوين عن أعمال الراحل موجّه لكلّ الفئات العمرية بعنوان «بيروت العمارات السكنية في بدايات الحداثة/ 1840 ــ 1940». البرنامج منوّع كما جرت العادة، يمزج «الحرفة بالتصميم والفنون بالمواد والقديم بالمعاصر»، على حدّ تعبير توما التي تلفت إلى أنّ هناك معرضاً للسجاد اللبناني الذي يجهل كثيرون وجوده: «القطع المعروضة من الفاكهة في البقاع وعيدمون في عكّار»، فضلاً عن إطلاق ثلاثة من إصدارات «دار قنبز»، من بينها «خيط القمر» لديما إده (11/12 س: 16:00).
جولة سريعة على تفاصيل الحدث، كفيلة بالتأكيد بأنّه ينسجم مع رؤيا «قنبز» وعملها الدؤوب المستمرّ منذ سنوات، خصوصاً لناحية تأمين سوق اقتصادية بديلة للفنانين والحرفيين من جهة، واقتراح هدايا للميلاد بتوقيع لبناني مئة في المئة من جهة أخرى، تزامناً مع الدعوة إلى الاحتفال بالأعياد عن طريق الفنّ.
فنياً، تقدّم فرح قدّور ومروان طعمه غداً السبت عرضاً ارتجالياً يُحاكي فيه البزق الغيتار، قبل أن تعزف جوليا صبرا في اليوم التالي على غيتارها.
في 16 كانون الأوّل، محبّو الزجل على موعد مع أمسية يحييها شربل كاملة وشربل أبو أنطون. أما الليلة التي تتبعها، فمخصّصة لسيّد درويش (1892 ــ 1923) التي تُصادف هذه السنة الذكرى الـ 130 لولادته. سيقدّم فراس عنداري (عود وغناء) وناجي العريضي (إيقاع وكورس) باقة من أعمال «فنان الشعب» الخالدة.
«محاكاة» هو عنوان العرض الذي ستتشارك تقديمه سلوى جرادات ويمنى سابا (22/12). أما «بدون تعقيد...» (23/12)، فـ «رحلة فنية مع سينتيا كرم وكارل فرنيني. وفي 29 كانون الأوّل، تحيي نادين توما وميساء جلاد وفادي طبّال وسيفين عريش ليلة مميّزة عنوانها العريض «ثنائية القطب: شعر بالكلمات والموسيقى». وفي الختام، عشّاق الرقص مدعوون إلى متابعة «تجارب حول الرقص الشرقي 1» مع شربل هبر وفادي طبال.

* معرض «أهل الدار»: من اليوم ولغاية بعد غدٍ الأحد، ومن 16 إلى 18 ومن 22 إلى 24 و29 و30 كانون الأوّل 2022 ــ «دار قنبز» (بولفار سامي الصلح ــ فرن الشباك/ بناية «اسطفان» ــ الطبقة الأرضية). للاستعلام: 03/483954