

ولد خالد تكريتي في بيروت عام 1964 وأمضى فيها أعوامه الخمسة عشر الأولى. منذ سنّ العاشرة، اطلع على التّيارات الفنية التي كانت سائدة في باريس حيث عمل في محترفات الموضة ودرس لاحقاً الهندسة المعماريّة والتصميم في دمشق. لكنّ الرسم كان شغفه الأكبر. انتقل لاحقاً إلى مصر ومن ثم إلى الولايات المتحدة، فباريس مطلع العقد الأول من القرن الحالي. منذ عام 2019 يتنقّل بين بروكسل وباريس وبيروت. هذه الأماكن المتعدّدة أسهمت في صوغ هويته الفنّية والفرديّة التي أعادته دوماً إلى جذوره العائليّة الحاضرة باستمرار في أعماله. كلّ لوحة له هي صفحة ذكريات، بعيداً عن الحوادث الآنيّة في موطنه الأصليّ سوريا أو وطن شبابه الأول لبنان، مركّزاً اهتمامه على المسائل المتعلّقة بالمجتمع الاستهلاكيّ والحرّية الفرديّة المقيّدة، متبنيّاً أساليب فنون البوب والدعاية الساخرة التي تفضي إلى المعاني الجدّية، منسجماً مع تعريف كريس ماركر البارع لـ «لطافة اليأس». عرضت أعماله عالمياً في بينالي الإسكندرية وهونغ كونغ آرت وباريس عام 2018، وبعضها محفوظ ضمن مجموعات خاصة وعامة في «المتحف الوطني السوري» و«المتحف الوطني للفنون الجميلة» في الأردن و«المتحف العربي للفن الحديث» في الدوحة و«معهد العالم العربي» في باريس. أقام معارض منفردة في بيروت ولندن ودبي و مراكش وباريس، وصنّفته مجلة Art Absolument بين أفضل مئة فنان معاصر من المقيمين في فرنسا.
يرسم مسائل متعلّقة بالمجتمع الاستهلاكيّ والحرّيات الفرديّة المقيّدة
الألوان في لوحات تكريتي مبهجة، يرسم وجوهاً نسائيّة تنتمي إلى عائلات أنيقة العيش، ويرسم في المقابل بورتريهاً لرأس حمار للضحك والمتعة. يستخدم أسلوب «البوب آرت» القريب من فنّ الإعلان، بعيداً عن أي تجريد، وعلى نحو دقيق ومتقن وبالأكريليك الذي يؤسّس له بتقنية الكولاج قبل نقل المشهد إلى اللوحة. تلفت في معرضه المستويات المختلفة للأكريليك الذي يمشح به سطح اللوحة بشكل رقيق لتبدو لوحة طباعة أو غرافيتي. وفي عمل آخر، يراكم الطبقات اللونيّة لتنويع الأساليب والتقنيات. وفي هذا الشأن يقول الفنان: «تمثّل الألوان المائية ذاكرتي البعيدة، ذاكرة ابن الأحد عشر عاماً. آنذاك كنت أعشق الدوّارات وساحات المعارض وحلوى غزل البنات والأحصنة الصغيرة. لذا عدت بالذاكرة إليها ورسمتها. ساعدني الحبّ في تحمّل كل شيء وتقبّل فترة الحجر الصعبة في زمن كورونا. هذا الحبّ في الجانب المبهج من الحياة، وفي عشق الألوان، والحنين إلى الماضي الذي هو مستقبل مستقبلي. إنني في حاجة دائمة إلى الحب لتحمّل الأوقات الصعبة. حاولت التعبير عن ذلك في هذه اللوحات التي تشمل الحبّ الأخويّ، وحبّ العائلة، والولع بفن الطهو، وإيثار الحياة البسيطة. عندما نؤمن بالحب، نستطيع تحقيق أي شيء، حتى في العلاقات العاطفية. الأمل أقلّ من دون الحب. هذه المجموعة من الأعمال تحمل رسالة إيجابيّة عن الحب واللون والفرح».
* «حبّ» لخالد تكريتي: حتى 5 كانون الأول (ديسمبر) ـــ «غاليري عايدة شرفان» (ستاركو ـ بيروت) ـــ للاستعلام: 03/839111