اقتبست يارا زخور وأدون الخوري وجورج الأسمر مسرحية «شي متل ل كزب» (إخراج، وإعداد وأداء: يارا زخور، وأدون خوري) عن مقاطع شعرية من ديوان «ألوان مش ع بعضا» (1990) للشاعر الراحل موريس عواد (1934 - 2018) لأنّ قضاياها ما زالت راهنة. تجري أحداث المسرحية خلال الحرب الأهلية اللبنانية، بكل ما تحمله من أزمات اقتصادية، واجتماعية، وسياسية، ودينية، «وهي ما زالت مستمرة حتى اليوم». في إطار الكوميديا السوداء، تركز المسرحية على المآسي وتضعها في إطار كوميدي، ليرتبط النص بالسياق الاجتماعي، والاقتصادي، وكذلك السياسي، ولكن ليس في إطار شعري أو رثائي. لجأت يارا زخور، وأدون خوري، في هذا العمل، إلى هذا النوع، نظراً لقرب النصّ من الواقع، وتميزه وفرادته في الوقت نفسه، بالإضافة إلى أنه يجعل المتلقّي في حالة تفكير بجدلية الواقع المعاش، ويسهل إسقاطه، على حقبات متعددة في لبنان. فالنص ينطبق على يومنا هذا، على الرغم من أنه كتب في الفترة بين عامَي 1978، و1987. أغلب أحداث المسرحية تجري داخل منزل متواضع. قُسّم الفضاء المسرحي، إلى فضاءين مختلفين، حيث تمّ استخدام العناصر السينوغرافية للتعبير عن دلالات مختلفة، وإيصال المضمون والفكرة الأساسية من المسرحية. وتأتي الإضاءة في العرض، كدليل واضح على الظروف المأساوية المعاشة.
المسرحية مقتبسة عن «ألوان مش ع بعضا» للشاعر الراحل موريس عواد

تقول يارا زخور، وأدون خوري لنا إنّ الشخصيتين تمثلان على المسرح يوميات الشعب اللبناني في فترة الحرب الأهلية، وانعكاساتها على النفوس، نتيجة الأزمات المأساوية التي كانت آنذاك. وتمثل الشخصيتان أيضاً وجع الناس، المتجسّد في الحوارات التي تجعل كل متلقّ، للعمل متيقّناً بأنه ليس الوحيد الذي يعاني. وعلى الرغم من أن النصّ مكتوب في إطار كوميدي ومضحك، إلا أنّه سيجعل المشاهد في حالة تفكير مستمرة، وسيطرح على نفسه أسئلة كثيرة على رأسها: بعد مرور كلّ هذه السنوات، هل ما زلنا نعيش في الدوامة نفسها؟ هل نحتاج إلى تغيير ما؟ هل نحن مذنبون أم ضحايا؟

* مسرحية «شي متل ل كزب»: س:19:30 مساء اليوم حتى 30 تشرين الثاني (نوفمبر). «مسرح مونو» (الأشرفية) ـــ للاستعلام: 81/656552