في مبادرة من اتحاد الكتاب في إيران بالاشتراك مع اتحاد الناشرين، تمت دعوة أدباء وشعراء من كل البلدان الإسلامية والعربية بالتنسيق مع اتحادات الكتاب والناشرين في هذه البلدان لمؤتمر في طهران موضوعه البحث في تأسيس جائزة أدبية عالمية باسم «جائزة فلسطين العالمية للآداب».تستقبل هذه الجائزة الأعمال الأدبية في فنون الرواية والقصة وأدب الأطفال والمذكرات والأسفار والشعر، لنصرة الشعب الفلسطيني ودفاع التبيين عن قضيته العادلة، وحقوقه المشروعة في وطنه وأرضه وهويته بعد طرد الاحتلال منها، وقيام دولة فلسطينية واحدة من البحر إلى النهر تُعيد الحق لأهله وترفع الظلم عن شعب الجبّارين الذي تمثل قضيته كل معاني العدالة والحق والحرية في هذا العالم، ذلك لأن الأدب الملتزم قضايا الشعوب العادلة صورة مفاضة لروح حضارتها وإفصاح صادق عن تجاربها وسجل حافل بأحداث ووقائع تاريخها. وهو في أعلى أشكال تعبير الروح الإنسانية عن نفسها في حركة الوجود.
شاركت في المؤتمر التأسيسي في طهران الذي عُقد عام 2019 شخصيات وفعاليات من الكتاب والناشرين من دول عدّة منها إيران، فلسطين، سوريا، العراق، لبنان، اليمن، تونس، مصر، باكستان، وماليزيا ودول أخرى. وشاركت في النقاش شخصيات عديدة بواسطة وسائل التواصل. وبعد أيام من الاجتماعات المتواصلة، تم التوصل إلى قرار تأسيس وإعلان جائزة فلسطين العالمية للآداب ووضع ميثاقها وانتخاب مجلس شورى لها مؤلف من تسعة أعضاء مؤسسين للجائرة. ووزعت بينهم المسؤوليات وفق قواعد إدارة الجوائز الأدبية العالمية المعتبرة واتفق على استقبال الأعمال لدورة زمانية معرفية وأدبية مدتها خمس سنوات وتحديد قيمة الجائزة بستين ألف يورو في حينها. واتفق في مؤتمر طهران أن يتم الإعلان عن الجائزة في كل من بيروت ودمشق وأن تتشكّل مكاتب فرعية لها في لبنان، سوريا، العراق، وباكستان، وتونس وماليزيا وغيرها.
واتفق أن تكون قضية فلسطين والقدس والمقاومة من أجل الحرية وتحرير الأرض والإنسان وتحفيز الجيل من الكتاب الشباب على الكتابة عن فلسطين وتشجيع طباعة كل من يصدر عن فلسطين وترجمة الآثار الأدبية الصادرة عن اللغات الحية.
استمر العمل في تفعيل وإطلاق الجائزة لسنتين متصلتين من خلال التواصل مع اتحادات الكتاب واتحادات الناشرين ونخبة الكتاب والأدباء الذين يناصرون قضية الشعب الفلسطيني، وتشكّلت عندنا مكتبة تضمن الإنتاج الأدبي الفلسطيني من جانب، وتواصل وتعارف مع الأدباء والشعراء والناشرين والإعلاميين وقمنا بزيارات لوزراء الثقافة والمستشارين الثقافيين والمؤسسات المهتمة بالآداب والثقافة الأدبية.
تم حضور «معرض الكتاب الدولي» في طهران، و«معرض الكتاب الدولي» في دمشق، و«معرض الكتاب الدولي» في بيروت، وإقامة مؤتمرات صحافية في دور نقابة الصحافة في كل من معرض طهران، و«اتحاد الكتاب العرب» في دمشق، ونقابة المحررين في بيروت، وزيارة وزير الثقافة اللبناني والعمل على ترخيص الجائزة في لبنان وفتح مكاتب إقليمية في دول إسلامية وعربية عدة.
كانت جائحة كورونا عائقاً أمام اكتمال هذا العمل، ما جعلنا نؤجل الدورة الأولى إلى عام 2022. وحين أطلقنا العمل من طهران وبيروت ودمشق في دورته الثانية بعدما خفتت آثار كورونا، حددنا موعداً أخيراً لاستلام الأعمال الأدبية المرشحة في «يوم القدس العالمي» في رمضان لهذا العام. لكن أمام كثرة الترشيحات، مددنا الفترة، وقررنا قبول الأعمال المطبوعة من عام 2017 أي كل الأعمال التي طبعت خلال السنوات السبع الأخيرة. قررت شورى الجائزة عرض الأعمال المرشّحة على لجنة تحكيم أدبية محلفة في ثلاث مراحل تقييم. المرحلة الأولى التقييم المسحي حيث تعرض الأعمال على لجنة من اختصاصيين في النقد الأدبي العام، ويتم فيها تحديد الأعمال المقبولة من ناحية الشكل والمضمون ووضع علامة الأعمال المرشحة للمرحلة الثانية.
المرحلة الثانية تتم بعد فرز الأعمال إلى أنواعها الأدبية، وينظر فيها اختصاصيّون في النقد الأدبي، وتوضع علامة لكلّ عمل.
في المرحلة الثالثة، أي مرحلة الحلقة الكبرى للجائزة، تضمّ الأعمال السنة من كل نوع أدبي، وتعرض على لجان مختصة في النقد الأدبي العام والنقد الأدبي الخاص بالأنواع. بعدها يتم اختيار الأعمال الفائزة في المرات الثلاث وفق مجموع العلامات المتحصلة، وتعرض على اجتماع مشترك مع لجنة شورى الجائزة لإبلاغها النتائج. حرصنا على الأمور التالية:
أن تكون الأعمال المقدمة للجان التحكيم مصوّرة عن الكتاب ولا يعرف صاحبه بذلك.
أن يكون عمل الأستاذ المحكم يوازي قواعد عمل القاضي في الإسلام.
أن تكون موضوعات الأعمال مرتبطة بقضية فلسطين تحديداً.
أن لا نُعلن عن الأعمال المشاركة التي لم يحالفها الحظ، وكل ما يتعلق بها يكون غير معلن.
التقييم بإتقان تام وفق قواعد النقد الأدبي المعتَبرة. ونالت الجائزة الأعمال التي تستحق الفوز، ويعتبر الكاتب هو الفائز عن الكتاب المرشّح وليس عن أعماله الأخرى. وفكروا في تكريم دور النشر والاتفاق معها حول مسألة الطباعة والترجمة، وسوى ذلك وفق الأصول القانونية المرعية الإجراء. لقد فاز في الجائزة وفق البيان الصادر عن مجلس شورى الجائزة وجاء فيه: «اختتمت اختُتمت مساء الأربعاء 2 تشرين الثاني (نوفمبر) أعمال النسخة الأولى من «جائزة فلسطين العالمية للآداب» بتوزيع الجوائز على نخبة من الأعمال الأدبية الفائزة في «مسرح رسالات – المركز الثقافي لبلدية الغبيري» في بيروت. الحفل الذي قدمته الإعلامية التونسية كوثرة البشراوي، شاركت فيه حوالى 50 شخصية سياسية، أدبية، ثقافية وإعلامية داعمة للقضية الفلسطينية من دول عدة أبرزها أميركا، أستراليا، فرنسا، تركيا، اندونيسيا، إيران، السنغال، جنوب أفريقيا، تونس، الجزائر، وسوريا وغيرها من الدول.
شاركت في المؤتمر التأسيسي الذي عقد في طهران شخصيات وكتاب وناشرون من دول عدّة


وتم توزيع الجائزة على الأعمال الأدبية ضمن أربع فئات رئيسية: قصص وأشعار الأطفال، قصص قصيرة، رواية، مذكرات السفر والذكريات.
«قسم الذكريات» حيث كانت الجوائز من نصيب الأعمال الأدبية التالية: «من جمر إلى جمر: صفحات من ذكريات منير شفيق» (2021 ـ فلسطيني مقيم في لبنان»، و«رحلة لم تكتمل: محطات على طريق المقاومة» (2018 أبو علاء منصور/ محمد يوسف – فلسطين الأصل)، و«رحلة في متاهات الأسر» (2022 الكاتب الأسير رأفت البوريني – فلسطيني).
وفي قسم «قصص وأشعار الأطفال»، توزعت الجوائز على الأعمال التالية: الجائزة الأولى لـ«أجراس العودة» (ادريانا إبراهيم 2021 – سورية) والثانية لـ «أنين الأقصى» (فدا احمد غازي الزمر من الأردن)، والثالثة لـ «شامخ البطل الصغير» (2017 – السيد عبد العزيز علي نجم من مصر).
وفي قسم «قصص قصيرة» توزعت الجوائز على الأعمال التالية: «تقاسيم الفلسطيني» (2015) لسنا كامل شعلان من فلسطين مقيمة في الأردن، و«وتريات الحرية» (2022) لرائدة علي أحمد 2022من لبنان. وفي قسم «الرواية»، توزّعت الجوائز على الأعمال التالية:
الجائزة الثانية والثالثة بشكل مشترك كانت من نصيب «الظل المعتم بالصورة» للكاتبة هبة الحسيني من مصر، ولـ«صور» لحسين علي جعفرى من إيران، و«تل أبيب سقطت» (2022) لسمية علي هاشم من لبنان، و«أعيني في القدس» (2021) لمريم قاني من إيران. وانطلقت فعاليات «جائزة فلسطين العالمية للآداب» في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) عبر جولة للضيوف في الجنوب اللبناني، زاروا خلالها الحدود اللبنانية الفلسطينية ومعلم مليتا السياحي. وتتابعت في اليوم التالي بمجموعة لقاءات وندوات والحفل الختامي للجائزة. علماً أن جائزة «فلسطين العالمية للآداب» هي جائزة غير حكومية، تأسّست عام 2019 ومن المقرر أن تُقام كل سنتين بالتعاون مع النقابات الثقافية والأدبية وعدد من الجمعيات ودور النشر في دول عربية وإسلامية. وتهدف الجائزة إلى تقديم الكتب الأدبية المنشورة في العالم حول قضية فلسطين، وتقدير الكتاب والشعراء والناشرين الذين دافعوا عن الشعب الفلسطيني المظلوم بكتاباتهم. كانت احتفالية الدورة الأولى رائعة، وقد ثبّتت جائزة فلسطين العالمية للآداب واحدةً من أهم الجوائز الأدبية المعاصرة. وسوف تكون الدورة الثانية بعد سنتين أكثر سعة وأبهى حلة بدعم من المخلصين العاشقين لفلسطين وللأدب الفلسطيني، ومعاً وسوياً إلى القدس.

* نائب رئيس «جائزة فلسطين العالمية للآداب»