لم يكن «مونديال قطر 2022» ضمن حسابات اللبنانيين هذه الفترة. فأزمات البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كفيلة بأن تنسيهم مباريات كأس العالم لكرة القدم التي ستقام في قطر بين 21 تشرين الثاني (نوفمبر) و18 كانون الأول (ديسمبر) المقبلين. غير أنّ قناة «الجديد» نشرت أخيراً خبراً مفاده أنّ وزيرَي الإعلام زياد مكاري والسياحة وليد نصّار، استحصلا على موافقة قطرية مبدئية بالسماح بنقل «مونديال 2022» مجاناً عبر شاشة «تلفزيون لبنان» و«من دون أيّ بدل مالي». وما هي إلا دقائق، حتى عادت لنفي النبأ، لافتة إلى أنّه «تمّ التشاور في موضوع نقل «مونديال 2022» مجاناً على «تلفزيون لبنان»، لكنّ الوزيرين لم يتلقّيا ردّاً حتى الساعة». علماً أنّ ذلك تزامن مع زيارة الوزيرين اللبنانيين للدوحة ولقائهما مسؤولين هناك.

(أنفيتا غوبتا ــ الهند)

في هذا الإطار، ينفي زياد مكاري، في اتصال سريع معنا، توصّله إلى اتفاق مع القطريين بشأن «مونديال 2022». يقول: «تناقشت مع القطريين حول إمكانية نقل المباريات مجاناً عبر البثّ الأرضي لـ «تلفزيون لبنان»، لكننا لم نحصل بعدُ على الجواب النهائي. إذا أعطانا القطريون حق النقل أو لم يفعلوا، فنحن شاكرون لهم. لطالما ساندت قطر اللبنانيين في المجالات شتى».
يرفض وزير الإعلام مقولة إنّ «تلفزيون لبنان» أشبه بـ «مغارة علي بابا» بسبب المشاكل التي تعصف به منذ سنوات، معتبراً أنّ الشاشة الرسمية «مؤسسة مترهّلة نعم، لكنّنا نحاول قدر المستطاع تحويلها إلى شبابية. هناك الكثير من المشاريع قيد الدرس... يعيش «تلفزيون لبنان» على ميزانية 50 ألف دولار شهرياً فقط».
بالعودة قليلاً إلى الوراء، وتحديداً إلى عام 2018، يمكن أن نطرح السؤال التالي: كيف تمّ الاتفاق بين شركة «سما»، الوكيل الحصري لـ bein sport التي تنقل المباريات، والطرف اللبناني؟
قبل أربع سنوات، أقيمت مباريات كأس العالم لكرة القدم في روسيا، ونُقلت عبر «تلفزيون لبنان»، لكن ليس مجاناً، بل مقابل مبلغ مالي قيل يومها إنّه راوح بين 6 و9 ملايين دولار أميركي. يومها، لفتت المعلومات إلى أنّ المبلغ تقاسمته بعض الشركات والمؤسسات في لبنان، إضافة إلى المعلنين الذين تعاقدوا مع «تلفزيون لبنان».
تعود جذوره إلى صيدون، والرواقية تختلف في مقاربتها للقضايا الفلسفية عن الفكر الإغريقي


لكن في ذلك الحين، كانت الأوضاع السياسية «هادئة» مقارنة بما هي عليه اليوم، فيما حاول وزير الإعلام السابق ملحم رياشي «قطف» ثمار عرض «المونديال» على شاشة «تلفزيون لبنان».
أما حالياً، فتوضح مصادر لنا أن لا مؤشرات إيجابية تدلّ على إمكانية نقل المباريات عبر «تلفزيون لبنان» في الخريف المقبل. في ظلّ غياب سوق الإعلانات في «بلاد الأرز» بفعل الأزمة المالية الخانقة واحتجاز الودائع، يجد المعلن صعوبةً في الحصول على «فريش دولار». ليبقى السؤال: من أين يأتي اللبنانيون بملايين الدولارات التي تفرضها شركة «سما»، خصوصاً أنّ الأمر يحتاج إلى تسوية قانونية ومالية لتحطّ كأس العالم على «تلفزيون لبنان».