على ما يبدو، فإنّ تضييق منافذ العرض أمام الدراما السوريّة في الموسم الحالي بسبب تزامن المونديال مع رمضان، لم يثنِ شركات الإنتاج عن الدخول في أعمالٍ جديدة. بدأ المخرج أحمد إبراهيم أحمد تصوير «عناية مشددة» أوّل من أمس عن نص لعلي وجيه ويامن الحجلي (إنتاج شركة «قبنض»). وتدور أحداث المسلسل بين دمشق واللاذقية وبيروت في العامين الحالي والسابق. وعلى هذا الأساس، فالعمل معاصر جداً، وكشف صنّاع «عناية مشدّدة» لـ«الأخبار» أنّ «المسلسل يتناول يوميات المواطن، في ظلّ ما تشهده البلاد من تغيرات اقتصادية، وعنف عبر كثير من التفاصيل التي تعكس صورة الواقع الذي يعيشه السوريون على غرار «الخطف والنزوح والاتجار بالأعضاء».
وبهذا المعيار، فإن «عناية مشدّدة» سيكون عملاً سورياً اجتماعياً معاصراً من العيار الثقيل، ولن يكتفي بأن تكون الأزمة السوريّة خلفيةً لأحداثه، بل سيمضي إلى مسافات أبعد في تشريح الواقع السوري اليوم. يضمّ العمل على قائمة أبطاله عبّاس النوري وديمة قندلفت وأيمن رضا ومهيار خضّور ومرح جبر ويامن الحجلي وفادي صبيح ورامز الأسود وأندريه سكاف وآخرين، بينهم جميع خريجي الدفعة الأخيرة من طلاب «المعهد العالي للفنون المسرحية». وتجسّد ديمة قندلفت إحدى الشخصيات المهمة في العمل، إذ تلعب دور حنين، ابنة أبو المعتصم (الممثل عبّاس النوري) وهو رجل فاسد، يستغلّ الأزمة لتعزيز نفوذه وزيادة ثروته.
النوري وقندلفت يشكّلان ثنائياً أيضاً أمام كاميرا زهير قنوع، بدوري يوسف، وجوري في مسلسل «شهر زمان» الذي بدأ المخرج قنوع تصويره منتصف الشهر الحالي، عن نصّ من تأليفه (إنتاج «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي» بالشراكة مع «قبنض»). يقول قنوع بأنّ «شهر زمان» هو «شهر من عمر مجموعة شخصيّات تعيش في دمشق وسط التناقضات الحاصلة، وجنون العنف والإرهاب. شيبٌ وشباب، جميعهم يعيشون مزيجاً من الألم والحزن، والإصرار على البقاء». العمل الذي تدور أحداثه في العام الحالي، يضيء على تجار الحرب من خلال شخصية جوري. يصرّح زهير قنوع لـ«الأخبار» بأنّ جوري «صحافية سوريّة، تكتشف حقائق كبرى بالمصادفة تخصّ زوجها (فوّاز _ وائل رمضان) ومهنته. ومن هذه الاكتشافات نطلّ على موضوع تجّار الحرب، ونناقشه موسعاً، ليشكّل المادة الفكرية الأساسية للعمل». وأشار قنوع إلى صعوبة دور جوري الذي «يتطلّب قدرات أدائية فائقة». ونوّه إلى خصوصية شخصية يوسف (عبّاس النوري)، أحد أبطال العمل الرئيسيين ووصفها بـ«الشخصيّة الرومانسية الواقعية». هو «شخص علماني يؤمن بالعمل والمعرفة، وفي الوقت ذاته، رومانسي حالم ومتأمّل ينتمي بأفكاره وأخلاقه إلى الزمن الجميل. ليس له هوى بالسياسة، وبعيد من أيّ اصطفافات. لكن حين يوضع في مواقف معينة أثناء الأحداث الدائرة في البلاد، تظهر وطنيته بشكل واضح، مثله مثل أيّ سوري حريص على مصلحة البلد». وأضاف قنوع «يوسف، طبيب أطفال، ومهتم بشؤون عائلته، لكنّه ضدّ مؤسسة الزواج، ويُؤمن بفشلها، إلى أن يقع في قصّة تجعله يعيد التفكير في حساباته». ويضمّ العمل سمر سامي وميسون أبو أسعد ونجاح سفكوني وأندريه سكاف ومحمد قنوع ورنا جمول وسعد مينا وسوسن ميخائيل...
«عناية مشددة»
و«شهر زمان» يغوصان بجرأة في التبعات الاجتماعية للأزمة السورية
إذاً، عملان سوريان يتمّ تصويرهما في رمضان للعرض خارج الموسم الحالي، فهل بدأت تتشكّل ملامح بموسمٍ موازٍ لعرض المسلسلات على المحطّات خارج شهر الصوم؟ سؤال توجّهنا به لديانا جبّور المديرة العام لـ«مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني» الشريكة في إنتاج «شهر زمان»، فأجابت: «نرغب بذلك، ويبدو أنّه بدأ اختبار هذا الخيار وقد أثبت جدواه. من حيث المبدأ، لا جاهزية من جانب القطاع الخاص أو المعلنين لتغيير سلوكهم بسهولة، لكن أعتقد أنهم اختبروا هذه الإمكانية، ورأوا من الوارد تقديم عروض خارج الموسم الرمضاني».
وهنا نشير إلى أنّ ثلاثة مسلسلات سوريّة عرضت على المحطّات العربية قبل رمضان عام 2014، وسيعاد عرضها خلال الموسم الرمضاني، هي «نساء من هذا الزمان» (تأليف بثينة عوض، إخراج أحمد إبراهيم أحمد، إنتاج «قبنض»)، و«صرخة روح2» (لعدّة كتاب ومخرجين)، و«خواتم» (فكرة ناديا الأحمر، عالجها درامياً عبد المجيد حيدر، إخراج ناجي طعمي) والمسلسلان الأخيران من إنتاج «غولدن لاين».
خارج السباق
أعلنت شركة «غولدن لاين» تأجيل عرض مسلسل «ما وراء الوجوه» لما بعد شهر رمضان «لإعطاء المسلسل الفرصة التي يستحقها من العرض». وردّت الشركة بلهجة قاسية على اتهامات كاتب العمل فتح الله عمر بسوء تنفيذه في بيان أصدرته. وأشارت إلى أنها لجأت إلى الكاتب نجيب نصير «الذي أجرى تعديلاً شاملاً وكاملاً على النص، ما رقّاه إلى مستوى قوي وكبير، إضافة إلى تعديلات المخرج مروان بركات التي أسهمت في إكمال الجهد المبذول من نصير». ويضم المسلسل بسام كوسا وأيمن زيدان وهبة نور وسلمى المصري ونادين وسامر اسماعيل وأحمد الأحمد.
