وقّعت عشرات الجمعيّات والمؤسّسات في كندا والولايات المتحدة وأوروبا عريضة تضامنيّة أصدرتها «الجمعية الفلسطينية الكندية» في مدينة فانكوفر تنديداً بالهجمة العنصرية الصهيونية التي تتعرض لها «شبكة صامدون» والكاتب الفلسطيني خالد بركات. وضَمّت قائمة الموقّعين على العريضة عشرات المثقّفين والأكاديميّين والطلبة والفنانين بمن فيهم الفنان العالمي روجر ووترز. كما صَدرت قائمة بالمنظمات والجمعيات ضمّت حركات طلابية وشبابية ومجموعات المقاطعة والأحزاب السياسية وتجمّعات نقابية وقوى حزبيّة وحقوقية. وفي العام المنصرم، خاضت «الجمعية الفلسطينية الكندية» في فانكوفر حملة سياسية واعلامية مُضادة ضد محاولات تجريم شبكة «صامدون». إذ أصدرت في حينه عريضة مع 35 منظمة وجمعية ونقابة ضد سياسة تكميم الأفواه ومحاولات خنق الصوت الفلسطيني والعربي. واعتبرت الجمعيات في بيانها الأخير أنّ الهجوم على خالد بركات و«شبكة صامدون» استهداف لـ «صوت الحركة الأسيرة الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني من أجل التحرير والعودة». وتستعدّ الجاليات العربية والفلسطينية وقوى التضامن مع نضال الشعب الفلسطيني في المدن الكندية إلى تنظيم مسيرات ومظاهرات وندوات جماهيرية في منتصف أيار (مايو) الحالي من المتوقع أن تكون حاشدة، إذ تأتي تزامناً مع الذكرى الـ 74 على بدء نكبة الشعب الفلسطيني وقيام الكيان الصهيوني في فلسطين.في السياق نفسه، أصدرت «حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» في لبنان»، و«الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني»، و«الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني» بياناً جاء فيه أنّه «مع تعاظم نشاط حركات المقاطعة العربية والعالمية ونشاط الجمعيات والحملات التي تناضل لإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني ومراكمتها إنجازات نوعية بحيث أصبحت تشكل خطراً حقيقياً على الكيان الإسرائيلي، جرّب الصهاينة أكثر من وسيلة للتصدي لها ومحاربتها. وآخر الوسائل التي يجربها الكيان منذ بضع سنوات هي الضغط على حكومات البلدان التي تنشط فيها هذه الحملات، خصوصاً في أوروبا وأميركا الشمالية، طمعاً بتجريم عملها وحظرها قانونياً، والتهمة الجاهزة دوماً هي تهمة معاداة السامية. ومن دون شك، تندرج الحملة الممنهجة على الكاتب والمناضل خالد بركات و«صامدون» في كندا ضمن هذا الإطار، وهي دليل قاطع على أنّ المراد من هكذا حملات شعواء هو استهداف الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، كلما حقق انتصاراً جديداً، سواء أكان في داخل فلسطين أو في الخارج، وخصوصاً مع ازدياد التعاطف معه في الغرب، شعبياً، وفنياً، وثقافياً، ونقابياً، وأكاديمياً. ومن أكبر الدلائل على هذا التعاطف إعلان عشرات القوى والجمعيات والنقابات وحملات المقاطعة تضامنها مع «صامدون» والكاتب بركات». وتابعت في بيانها أنّها «تضم صوتها إلى صوت هذه القوى الشريفة دعماً لبركات ولكل مناضل من أجل فلسطين، وتؤكد أنّ هذا الهجوم المستجد على بركات هو استهداف لصوت الحركة الأسيرة الفلسطينية ولنضال الشعب الفلسطيني وحقه في التحرير والعودة».
من جهتها، أدانت «شبكة صامدون للدّفاع عن الأسرى» الهجمة العنصرية التي يتعرّض لها خالد بركات، وأعلنت أنّها تقف مع الشعب الفلسطيني ومع 4500 أسير وأسيرة في سجون الاحتلال ومع قادة الأسرى ونضال الشعب الفلسطيني في سبيل العدالة وتحرير أرضه من النهر إلى البحر. وأكّدت الشبكة أنّ «إدراجها من قبل «إسرائيل» على ما يسمى «قائمة الإرهاب» فشل في وقف نشاطها عن العمل في الدفاع عن فلسطين، بل اتّسع نشاط «صامدون» وتطور في السنة الأخيرة أكثر من أي سنة أخرى». وأكّدت أن ما تتعرض له من حملات تشهير، «تهدف الى إسكات الأصوات المُدافعة عن فلسطين، وأنّ ما لم يحقّقه الاستعمار الصهيوني، بعد 74 عاماً من الاحتلال والعنف والسجن، لن يستطيع تحقيقه عبر حملات التشهير التي يقوم بها اليوم». وأكدت «صامدون» في بيانها أنّ أفضل رد على حملات التشهير التي «تهدف إلى حرف بوصلتنا وجهودنا هو الاستمرار في بناء حركة شعبية أممية من أجل العودة وتحرير فلسطين من النهر إلى البحر، وبهذه الطريقة نستطيع إظهار دعمنا للشعب الفلسطيني وللكاتب خالد بركات».
كذلك، أصدر «منتدى الإعلاميين الفلسطينيّين» بياناً شجب فيه «المحاولة اليائسة والبائسة لإرهاب الصوت الفلسطيني، وحجب الرواية الفلسطينية عن أنظار المجتمع الدولي، إذ يصر فرسان الإعلام الفلسطيني باختلاف مواقعهم وأدواتهم النضالية على إفشال كل محاولات الإرهاب الفكري والمعنوي الممارس ضدهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي وأدواته المختلفة، ولسان حالهم: لن تكسروا أقلامنا، ولن تمحو مدادنا، ولن تطمسوا صورنا، ولن توقفوا نبضنا». وأعرب المنتدى عن تضامنه التام مع خالد بركات، محذّراً من «خطورة المساس به بأي صورة من الصور». وأكّد أنّ كل «محاولات الإرهاب الفكري والمعنوي أوهى من أن تنال من إرادة وعزيمة فرسان الإعلام الفلسطيني على مواصلة دورهم الوطني وواجبهم المهني بفضح الوجه القبيح للاحتلال الإسرائيلي المعادي للإنسانية».
وطالب المنتدى بضرورة «مساندة خالد بركات في وجه حملة التحريض السافرة ضده، وعدم السماح للحركات الصهيونية والمؤيدة للاحتلال الإسرائيلي بالاستفراد به»، وحثّ «أحرار العالم والمتضامنين مع القضية الفلسطينية على الوقوف إلى جانب خالد بركات، وفضح كل محاولات الإرهاب الفكري والمعنوي الممارس ضده، ولا سيّما أنها تنطوي على تنكّر واضح وقمع كبير لحرية الرأي والتعبير وحرية الفكر باعتبارهما حقوقاً أصيلة وفق مبادئ حقوق الإنسان والقوانين والأعراف الدولية والإنسانية».