القيادة الشعرية للثورة التونسيةاعتصام الرحيل الأخير

وطني دقيقٌ مثل ساعةْ
الكلُّ فيهِ عقاربُ
والفردُ ينتخبُ الجماعةْ

1
نحنُ نتحدث عن الدولة المدنية.. وهم يتحدثون عن دولة الخلافة.
نحن نتحدث عن دولة القانون.. وهم يتحدثون عن دولة الشريعة.
نحن نتحدث عن التداول السلمي على السلطة.. وهم يتحدثون عن التمكين الالهي.
نحن نتحدث عن الديمقراطية.. وهم يتحدثون عن الشورى.
نحن نحلم ببناء وطن للمواطنين.. وهم بصدد بناء اسطبل للرعية.
نحن نؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة وهم يعتبرون أن المرأة ناقصة عقلاً وديناً
نحن نتعرف إلى النساء من وجوههن وهم يتعرفون إلى النساء من شواهد القبور
نحن نؤمن بالتنمية البشرية وهم يعملون على قتل الثلث لإصلاح الثلثين
نحن نسمي الخروج عن الحاكم ثورة شعبية وهم يؤمنون أنّ الخروج عن الحاكم حرام شرعاً
نحن في يوم الثلاثاء 06 أوت 2013 و هم في يوم 28 رمضان 1434 هجري
نحن نصنع الاقلام والكمنجات وهم يصنعون السيوف والمتفجرات
نحن نعيش على هضاب البحر الابيض المتوسط في شمال افريقيا وهم يعيشون في الربع الخالي وفي صحاري القارة الآسيوية
نحن نرفع راية حمراء وبيضاء وهم يرفعون راية سوداء يتوسطها سيف قاطع
نحن نحدد تاريخ تونس بخمسة آلاف سنة على الأقل... وهم يحددون تاريخها بـ 13 قرناً، أي منذ غزو عقبة بن نافع للقيروان.
2
من هذا المنطلق، وأخذاً في الحسبان أحداث العنف والإرهاب والاغتيالات السياسية الجارية في بلادنا، بإرادة حكومية لا غبار عليها، يصبح الشعب التونسي شعبيْن في بلاد واحدة. بلاد واحدة.. الى حدّ الآن.. في انتظار انشطار تونس وتفتّتها على شاكلة انشطار السودان والعراق وتفتّت يوغوسلافيا السابقة.
نحن في حالة حرب: اذن
...
حرب تقودها حكومة غير شرعية على شعب اعزل اختار التظاهر السلمي والاعتصام لتقويم ما طرأ على ثورته التي انطلقت من شعاريْ: «الحرية والكرامة» فإذا بها تنحرف الى سؤال ديني مدعوم بإجابة دكتاتورية فورية.
ولو كانت هذه الحرب محلية، تدور بين التونسيين فقط، لأمكننا حسمها لصالح أهداف الثورة في أشهر قليلة، غير أنّها حرب مدعومة من أنظمة شرقية رجعية وكذلك من أنظمة غربية ديمقراطية.
السادة ملوك ورؤساء العالم
الآن وقد قرأتم، على لسان الشعب التونسي الثائر والمسالم، ما سبق، يطيبُ لنا، في هذه الظروف العصيبة التي تمرّ بها بلادنا، تونس، أن نسألكم عمّا اذا كانت لكم، ولدولكم، مصلحة حقيقية في أن تسيل دماء التونسيين باسم الميتافيزيقا؟
وعمّا اذا كانت قوانينكم تسمح بأن يسطو الحكام على حقوق تأليف الكتب السماوية. وينسبوها الي أنفسهم.. لكي يتصرّفوا، مع شعوبهم، كآلهة لا يطالها الحساب؟
في انتظار ردودكم.. نأسف لعدم دعوتكم لحضور حفل اعلان تونس دولة مدنية ديمقراطية حال تمكننا من ارجاع الاخوان المسلمين الى منافيكم..التي لا فرق بينها وبين أوكار العمالة والجوسسة.

الامضاء: أولاد أحمد