وعلى غير العادة، انطلق المسلسل في 15 رمضان، ويقتصر على 15 حلقة فقط. بذلك، يخرج من كليشيه الصناعة الدرامية الرمضانية المقيّدة بقانون الـ 30 حلقة.
تدور أحداث المسلسل في عام 2017، حول امرأة تدعى روح (منة شلبي) اختطفها زوجها أكرم مع ابنها ذاهباً إلى الرقة، بعدما أقنعه بذلك صديقه القديم في الجامعة عمر (أحمد صلاح السعدني)، الذي تربطه علاقة حب من طرف واحد بروح، زوجة أكرم من أيام الجامعة.
يقدم العمل شخصية أكرم على أنه رجل ضائع خاض الكثير من التجارب العشوائية في حياته محاولاً إيجاد ذاته، إلى أن قرر الانضمام إلى التنظيم بعد وفاة والدته، التي أحدثت «فراغاً روحياً» حسب تعبير الشخصية. وهناك عمر ذو الشخصية الهادئة والكلام الجزل الذي يملك تأثيراً واضحاً على أكرم، لكنه يسعى في الحقيقة نحو روح، لا «هداية» أكرم كما يدّعي. وهناك شخصية روح المتوازنة إلى الآن حيث كل ما تريده هو حماية ابنها المريض ومحاولة النجاة معه.
خلال الحلقات الخمس الأولى، صوّر المسلسل التناقض ما بين فكر التنظيم التي يتجلى في كلام عمر عن النجاة، وما بين الحياة التي يواجهها أكرم ذو المصير الحتمي (الموت)، لكنّ أحداث الحلقات الخمس الأولى كانت بطيئة، لم تقدم تشويقاً على صعيد الحكاية، ولا معلومات مجهولة عن التنظيم وعن شكل الحياة المفروضة تحت سيطرته. إلا أن أداء الممثلين متقن ومتماسك يحمل بؤس الحكاية والظرف المطروح، وخصوصاً في المشهد الذي يخبر أكرم روح بهدفه على الحدود السورية التركية، إذ يُعتبر الأقوى في المسلسل إلى الآن، نظراً إلى امتلائه بالتناقضات الشعورية والخوف والجنون والعشوائية، التي تعبّر عن التحول الجذري في حياة الشخصيات.
الحلقات الأولى بطيئة لم تقدم تشويقاً على صعيد الحكاية
ننتظر من المسلسل في حلقاته القادمة أن يسعى إلى تقديم حكاية خاصة تكسر الكليشيهات والنمطيات وتوضح حقائق، كما يفترض بالفن الذي يتناول موضوعات مماثلة حساسة، كما ننتظر أداء إلهام شاهين التي ظهرت للمرة الأولى في الحلقة الخامسة بشخصية أم جهاد قائدة «لواء الخنساء» (الشرطة النسائية للتنظيم) حيث بدت في الحلقة ضمن مستويين مختلفين، الأول كقائدة حازمة وقاسية وعنيفة تعاقب إحدى النساء بالجلد لأنها حاولت الهرب، والثاني كزوجة وحبيبة لأمير الجماعة، تبدو رقيقة ومحبة. هل ستستطيع أن تواصل هذه الثنائية وما يترتب عليها من صراع ما بين الدور الواجب فعله وبين الرغبة الحقيقية؟ هذه الثنائية التي تنطبق على كل الشخصيات الأخرى، وعلى الحكاية أيضاً، هل ستنقلنا الحكاية إلى مستويات مختلفة تمكننا من تكسير صورة الوحش النمطية والكليشيهات المحيطة بها؟
* «بطلوع الروح»: «mbc مصر» (22:00) وقنوات أخرى