«بمَ أخطأنا لك يا ربّ؟» لمخرجه فيليب دو شوفرون هو فيلم كوميدي يتناول العنصرية الفرنسية في إطار ساخر عبر قصة عائلة كاثوليكية أباً عن جد تتزوج بناتها الأربع بأشخاص من ديانات وهويات مختلفة. واحدة تتزوج يهودياً، والثانية عربياً مسلماً، والثالثة صينياً. تبقى الرابعة التي يعقد الأهل كل آمالهم عليها كي تأتي لهم بصهر فرنسي كاثوليكي. تقرر الابنة الرابعة الزواج بكاثوليكي، لكنه أفريقي من ساحل العاج.
وهنا، تقع الكارثة وتصاب الام والأب بانهيار عصبي.
مشكلة الفيلم أنّه بانتقاده العنصرية نسبياً أو ظاهرياً، إنما يكرسها في مقاطع أخرى عبر تقديم هذه النماذج النمطية عن الهويات المختلفة التي يتناولها. الديانة اليهودية تتلخص في تطهير الصبي عند الولادة. أما في الديانة المسلمة، فيجري تطهيره في سن السادسة، وفق الفيلم، ولو أنها معلومة غير دقيقة. في أغلب البلدان، يحصل ذلك أيضاً عند الولادة. بخلاف ذلك، يظهر اليهودي أو العربي متمسكاً بديانته بحسب الفيلم ومصراً على أن يعتنقها أطفاله، في حين أنّ الزوجة الفرنسية لا تمانع بتاتاً. لا يمنع أن الفيلم يمتاز بطرافته ولقطاته الذكية في بعض المقاطع كما حين يصوّر العربي واليهودي وهما يتشاجران عادة لكن يتفقان في بعض المواقف بسبب النقاط المشتركة بين الديانتين. يظهر ذلك عندما تخبر الجدة حفيديها بأنّ يسوع هو ابن الله، فيسارع الاثنان إلى تصحيح تلك المعلومة «غير الدقيقة» بحسب اعتقادهما، ويؤكدان للطفلين أنّ يسوع نبي فقط لكن الجدة تبالغ.

عائلة كاثوليكية تتزوج بناتها
بأشخاص من انتماءات مختلفة

تجسد هذه الرؤية جزءاً من نظرة بعض من الفرنسيين إلى المسلمين واليهود الذين يسمونهم أحياناً الإخوة الأعداء للتقارب بين الديانتين. في أحيان أخرى، ينجح الفيلم في انتقاد سخافة الأفكار المسبقة عن الآخر والخشية منه التي ترتبط بالعنصرية كما الاعتقاد المسبق بأنّ خطيب لورا الابنة الرابعة (إيلودي فونتان) سيقيم علاقة مع أخرى لأنّ الأفارقة ذوو شهية جنسية مفتوحة أو كما عندما تدعو ماري (شانتال لوبي) كل أصهرتها إلى عشاء الميلاد وتطهو لكل منهم ديك حبش مختلفاً، ظناً منها أنّهم لا يأكلون إلا ذلك المعد على الطريقة المسلمة أو اليهودية أو الصينية. كذلك، لا يخلو الفيلم من الحوارات الذكية التي تتناول العنصرية كأن تذهب الأم للطبيب النفسي ليساعدها على تقبل الزيجات المختلطة لبناتها، فتنغمس في التحليل الذاتي لتكتشف أن عنصريتها تعود إلى خوفها من الفئران وهي صغيرة. وبعدما قمعته، تحول إلى خوف من الآخر! إيقاع الفيلم الحيوي يبتعد به عن مشكلة الحوار المستفيض التي تعانيه الكوميديا الفرنسية عامة. لا يمنع أن الفيلم يعترضه عائق أساسي في الرسالة اللاعنصرية التي يسعى إلى ترويجها، ويتجسد ذلك في النهاية حين يتصالح الجميع، فيلقي أبو البنات خطاباً حول نيته زيارة بلاد عائلات أصهرته، الصين، والجزائر، وساحل العاج، و... «إسرائيل» حيث يتبنى الرواية الصهيونية. الفيلم في العمق لا يتبنى الانتماء الفرنسي لكل هؤلاء، وفي الظاهر يقدمهم فعلاً كغرباء، مع العلم أنّ هناك أجيالاً عربية ويهودية تربت ونشأت في فرنسا، والعنصرية الحقيقية هي عدم الاعتراف بهويتهم الفرنسية.




?Qu’est-ce qu’on a fait au Bon Dieu:
صالات «غراند سينما» (01/209109)، «أمبير» (1269)، «بلانيت» (01/292192)