«رمضان في ربيع/ والجو بديع/ نقرّب بقى نفتح مواضيع/ قرب قرب قرب/ ده صيام هادي/ سوا المرّا دي/ نتعب ليه رمضانا ربيع/ رمضانا ربيع...». تشكّل الكلمات السابقة إعادة تدوير لأغنية «الدنيا ربيع» التي غنّتها سعاد حسني في فيلم «أميرة حبي أنا» (1974). هذه الأغنية كانت وما زالت تنشر الفرح والطاقة منذ إطلاقها وحتى يومنا هذا، وكذلك الحال بالنسبة إلى أغنية «يا واد يا تقيل» التي أدّتها «السندريلّا» في فيلم «خلّي بالك من زوزو» (1972) الذي استمرّ عرضه في السينمات أكثر من سنة. الأغنيتان المذكورتان مع أغنيتي «أنا لسه صغيرة» من فيلم «صغيرة على الحب» (1966) و«بمبي» من فيلم «أميرة حبي أنا» (الأغنيات الأربع من كلمات الشاعر العبقري صلاح جاهين وألحان كمال الطويل)، مُزجت في أغنية واحدة ضمن إعلان لإحدى شركات الاتصالات المصرية، وقد جمعَ بين ثلاث نجمات هنّ: منى زكي، ونيللي كريم ودينا الشربيني، اللواتي غنّين ورقصن في لوحات مبهجة للعين والقلب، وارتدين ملابس مزركشة بالورود والنقوش الملوّنة. الأغنية حملت عُنوان «رمضانا ربيع» وترافقت مع لوحات راقصة. وكان لافتاً أنّ الراقصات ارتدين فساتين السندريلّا التي ارتدتها في هذه الأفلام، ولا سيّما الفستان والقبعة المنقّطين اللذين يعتبران هوية أيقونة الموضة، وهما الأقرب إلى محبيها، إلى جانب الفستان الأسود ذي الجاكيت الأحمر اللامع الذي ارتدته سعاد في مشهد رقص «زوزو» في «خلّي بالك من زوزو».
في كلّ الأحوال، كلّ ما يمتّ إلى السندريلا بصلة ما زال مبعث سعادة للمشاهدين في أقطار العالم العربي كافّة. لذلك، كان بديهياً أن يخطر على بال منفّذ إعلانات أن يُعيد تدوير أغانيها في إعلان ما. إعادة تدوير الأغنيات في قطاع الإعلانات، ليس وليد اليوم، ولا سيّما في مصر. وفي شهر رمضان، تزداد مساحة الإعلانات وبالتالي يتسابق المعلنون على استقطاب نجوم الغناء والتمثيل والرياضة للمشاركة في الترويج لهذا المنتج أو ذاك، بهدف استقطاب أكبر نسبة من المشاهدين، وهم بمئات الملايين. مع اتساع رقعة شاشات العرض المفتوحة ومنصات التواصل والعرض في كل البيوت والأيدي، باتت نسبة المشاهدة لا تقتصر على الجمهور المصري، بل تعدّتها إلى كل العالم. أمّا عن وجود النجوم في الإعلانات، فهو ليس جديداً أيضاً. الإعلانات التجارية باب لتواجدهم على الشاشة، وهي كانت سبباً لشهرة بعضهم. ثمة فنانون صنعهم الإعلان ودخلوا الفن من بابه كالممثلتين شيرين رضا وياسمين عبد العزيز. كما تعتبر الإعلانات مصدر دخل مهماً وهي تخضع لمقاييس فنية دقيقة. الفنانون باتوا منتشرين عبر الشاشات، ولم يعد وجودهم يسبّب ذهولاً للجمهور ولا سيّما خلال شهر رمضان، ولا ننس أنّ عودة الفنانة شريهان إلى الجمهور بعد 19 عاماً من الغياب كان من خلال إعلان ترويجي لإحدى شركات الاتصالات العام الماضي، وعمرو دياب بات ضيفاً سنوياً على الإعلانات في شهر رمضان. وهذا العام قدّم أغنية جديدة في إعلان بعنوان «السر» من كلمات الشاعر أيمن بهجت قمر وألحان محمد يحيى، وإخراج طارق العريان.
جمعَ الإعلان ثلاث نجمات هنّ: منى زكي، ونيللي كريم ودينا الشربيني


لا مجال لحصر خريطة الإعلانات، فنجومها كثر، حتى إنّ الساحة الإعلانية الرمضانية استقطبت الفنانات اللبنانيات إليسا، وميريام فارس، وكارمن بصيبص. الأولى تظهر في إعلان مع الفنان تامر حسني، والممثلة نيللي كريم، وعماد متعب نجم منتخب مصر والنادي الأهلي السابق، والإعلامي سيف زاهر، وأحمد داش وهدى المفتي والممثلتين أسماء جلال وميس حمدان في إعلان لأحد التجمّعات السكنية. الثانية تظهر في إعلان عن أحد المشاريع العقارية في الساحل الشمالي مع الفنان آبو والممثل أحمد حاتم. وهذا الإعلان أثار حفيظة المصريين والجمهور العربي خلال أول عرض له مع بداية شهر رمضان بسبب مشاهد وصفت بـ «المخلّة بالشهر الفضيل» (مشاهد رقص ومشهد لميريام مستلقية أمام بركة السباحة)، والثالثة تقف إلى جانب الممثل أحمد عز في إعلان لشركة اتصالات.