خلال السنوات الماضية، تعرّض عدد من نجوم الدراما المصرية لسقطات فنية، أدت إلى انخفاض أسهمهم في بورصة الدراما الرمضانية، وهبوط ـــ مدوٍّ أحياناً ــــ في تحقيق نسب المشاهدة المتوقّعة، مع سيل من المقالات النقدية والتعليقات الفايسبوكية التي تنتقد أداءهم أو الأعمال التي قدموها بشكل عام.يبدو أنّ معظم هؤلاء النجوم يحاولون التشبّث بطوق النجاة الأخير لهم هذا العام، حتى لا تغرق نجوميّتهم في بحر النسيان. من أشهر هؤلاء أحمد السقا، الذي لطالما ارتبط دخوله الدراما بالفشل، باستثناء أول أعماله كنجم سينمائي كبير، أي مسلسل «خطوط حمراء» (2012) الذي شهد عودته بعد غياب أكثر من عشر سنوات عن شاشة التلفزيون. نجاح «خطوط حمراء» لم يتكرّر مع العملين التاليين «ذهاب وعودة» (2015) و«الحصان الأسود» (2017). لعل ذلك سبب اختياره لمخرج المسلسلات الشعبية محمد سامي الذي ارتبط اسمه بأعمال محمد رمضان، ليقدم معه عملاً في العام الماضي هو «نسل الأغراب» الذي حقّق أكبر فشل لمسلسل في تاريخ الدراما الحديث!

محمد رمضان الذي يطلّ في «المشوار»، خسر كثيراً من شعبيته لأسباب خارجة عن الدراما

حقّقت أعمال رمضان وسامي أعلى نسب مشاهدة نظراً إلى التوابل الدرامية التي حوتها مثل تيمات الغدر والانتقام والبطل المغوار الذي تقع في غرامه «ست الحسن والجمال»، التي لا تؤدي دورها سوى ممثلة واحدة هي مي عمر زوجة المخرج.
تعاون السقا مع سامي في «ولد الغلابة» (2019) الذي نجح إلى حد ما جماهيرياً، لكن ناله نصيب كبير من الانتقادات والسخرية، وقرر الاثنان تكرار التجربة في العام الماضي، فخرج «نسل الأغراب»، غريباً، وسقط سقوطاً مدوياً، جماهيرياً ونقدياً، ولم يبق منه سوى منشورات وتعليقات ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
كان من الطبيعي أن يزحف القلق إلى قلب السقا، فقد كاد «نسل الأغراب» أن ينهي مشواره التلفزيوني. لذلك، راح يبحث عن شيء يسنده ويُعيده إلى الحياة الدرامية، ولم يجد أفضل من مسلسل «الاختيار 3» (بيتر ميمي ــــ DMC ـ «DMC دراما» ـ «ART حكايات») الذي حقّق في جزءيه الأول والثاني نجاحاً هائلاً على المستويَين النقدي والجماهيري. شارك السقا من قبل كضيف شرف في آخر حلقات الجزء الأول، حيث قدم شخصية الضابط الذي يذهب لزيارة هشام عشماوي في السجن. ومن الواضح أنّ السقا سوف يستكمل الدور نفسه في «الاختيار 3»، وسوف يحاول النجاة بشتى الطرق، وإن على حساب البطولة المطلقة، فهو هنا البطل الثالث للأحداث بعد كريم عبدالعزيز وأحمد عز.
على الجانب الآخر، ما زال محمد رمضان يبحث عمن يمنحه المعادلة الصعبة ليحقّق النجاحين النقدي والجماهيري، بعدما نجح على المستوى الجماهيري العام قبل الماضي من خلال مسلسل «البرنس»، والعام الماضي نقدياً وفنياً من خلال مسلسل «موسى». مع ذلك، فقد خسر رمضان مساحة كبيرة من شعبيته لأسباب خارجة عن الدراما، معظمها يتعلق بسلوكياته وتصريحاته على مواقع التواصل الاجتماعي. يحاول رمضان هذا العام الحفاظ على بقائه من خلال التركيز على المستوى الفني، فيقدمّ «المشوار» (DMC ــ «DMC دراما» ــ منصة WATCH IT) مع المنتج سعدي جوهر الذي وصل مسلسله «لعبة نيوتن» إلى القمة في العام الماضي، كما مع المخرج محمد ياسين الذي حقّقت مسلسلاته السابقة المعنى الحرفي لمفهوم التفوق الفني والجماهيري. اختار رمضان أيضاً أن تشاركه البطولة واحدة من نجمات الموسم التي اعتادت على تقديم مسلسل من بطولتها على مدار السنوات الأربع الماضية وهي دينا الشربيني. فهل يفلح رمضان في استعادة بعض الشعبية التي فقدها في الآونة الأخيرة بسبب السوشال ميديا؟
لا يهتم معظم النجوم بمستوى الكتابة


لا يهتم معظم النجوم بمستوى الكتابة، ولكن هناك استثناءات كيسرا ونيللي كريم. بعد تسعة أعوام من تقديم آخر مسلسل كوميدي خفيف لها بعنوان «نكدب لو قلنا مبنحبش» (2013)، عادت يسرا هذا الموسم لتقديم مسلسل كوميدي خفيف من تأليف هالة خليل وإخراج عمرو عرفة هو «أحلام سعيدة» (DMC ـ «DMC دراما» ـ منصة WATCH IT ــ «شاهد»)، بعدما دأبت على بطولة مسلسلات تغرق في المآسي والأحزان. أما نيللي كريم التي حقّقت نجاحاً كبيراً العام قبل الماضي من خلال مسلسل «بـ 100 وش»، فتحاول إعادة كرة النجاح من خلال مسلسل «فاتن أمل حربي» (تأليف الصحافي ابراهيم عيسى ــ CBC ـ «CBC دراما» ــ منصة WATCH IT ــ «شاهد») من توقيع المخرج محمد جمال العدل الذي أنجز لها واحداً من أفضل أعمالها الدرامية (لأعلى سعر/ 2017) بعد الإخفاق الذي صاحب آخر مسلسلاتها (ضد الكسر) العام الماضي.