إنّها المرة الأولى التي يخرج فيها «المجلس الوطني للإعلام» عن توصياته العامة وملاحظاته إزاء وسائل الإعلام المرئية، وينشر تقريره الأسبوعي، حاوياً تفاصيل ما رصده من مخالفات لأداء هذه الشاشات. قبل يومين، نشر المجلس تقريره الذي رصد هذه الوسائل من 6 إلى 12 حزيران (يونيو) ووزع عملها على المحطات المحلية، مشرّحاً أداءها في: مقدمات نشرات الأخبار، التقارير الإخبارية، وإرساء التوازن في تغطية أخبار الأفرقاء السياسيين. وأيضاً كانت للبرامج الحوارية السياسية حصة في التفنيد.
الأسبوع المرصود حمل محاور عدة قاربتها هذه المحطات بدءاً من خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله (6/6) مروراً بالكباش بين هيئة التنسيق النقابية ووزارة التربية، وصولاً إلى سيطرة «داعش» على محافظة نينوى (11/6) والمونديال.
أما في المخالفات التي تضمنتها نشرات الأخبار، فقد استحوذت mtv على حصة الأسد في تسجيل الخروقات المهنية. على سبيل المثال، عملت في مقدمة نشرة أخبارها (6/6) على تحليل اتهامي بحق «حزب الله» عبر ربطها بين زيارة البطريرك الراعي لفلسطين المحتلة، وبين «افتعال قضية لاسا». أيضاً، قارب تقرير دنيز فخري المثالثة التي أفرد لها نصر الله جزءاً في خطابه وردّها إلى الفرنسيين، فما كان من فخري إلا أن علقت في نهاية تقريرها، موحيةً بأنّ الحزب هو من له مصلحة في المثالثة. خروقات قناة «المر» راوحت بين تحريك الغرائز الطائفية والاتهامات المبنية على خلفية سياسية. وتبعتها otv في مقدمة نشرة أخبارها أيضاً (9/6) التي تناولت النائب إيلي كيروز «الذي أصرّ على المحاضرة بالعفة، متناسياً من كان ماضيه وحاضره عابقاً برائحة الدم...». كلام يقع طبعاً في خانة تحريك الغرائز وتأجيج المشاعر والتحريض كما وصفه المجلس.
تقرير المجلس فنّد أيضاً التقارير الإخبارية للقنوات المحلية وحول ما إذا كانت قد التزمت التوازن في الأداء ونقل مختلف وجهات النظر، أو اتجهت نحو اللاتوازن والانحياز. وفي الخلاصة، يتبين أنه في الغالب التزمت القنوات الموضوعية، منها nbn و«المنار» و lbci و«الجديد»، مع الإشارة إلى أنّ القناة البرتقالية غيّبت أنشطة قوى 14 آذار، وكذلك فعلت «المستقبل» التي انحازت انحيازاً تاماً إلى هذه القوى.
في ما يخص البرامج الحوارية السياسية، وزع المجلس رصده للمخالفات بين أداء المذيعين/ات وبين المحتوى الذي نطق به الضيف. جردة سريعة على هذا التفنيد تظهر شيئاً فشيئاً هذه المخالفات التي تراوح بين تحريك الغرائز كما فعل الوزير السابق جو سركيس في برنامج «بيروت اليوم» على mtv حين قال إنّ «المسيحيين» هم المستهدفون من خلال إفراغ موقع رئاسة الجمهورية «الموقع المسيحي الأول»، أو تجيير آراء المواقع التواصل الاجتماعي باتجاه واحد كما فعل برنامج «بموضوعية» على المحطة عينها.
برنامج DNA الساخر على «المستقبل» أفرد له التقرير مساحة لافتة، واتهم نديم قطيش بالانحياز «الفاضح» للسخرية من قوى 8 آذار و«الاستهزاء» بشخصيات ومقامات دينية وسياسية، وآخرها تعليقه على موضوع الرئاسة في لبنان (11/6) في حلقة «عون وبشار والرئاسة»، واضعاً في خلفية العنوان صورة تجمع عون وبشار ونصر الله من دون أن يكون للأخير علاقة بالموضوع.