ثمانية أفلام قصيرة، تسعة مخرجين وسبع دول عربية التقوا يوم عيد الحب على نتفليكس. «عن الحب... والحياة» سلسلة أفلام تعرضها المنصّة منذ العاشر من آذار (إنتاج شركة اتحاد الفنانين للسينما والفيديو – أنطوان خليفة). قصص الأفلام تجري جميعها في يوم واحد: نهار عيد الحب، والقصص تتكلم عن الحب والحياة من منظار كلّ مخرج وخلفيّته الاجتماعية والثقافية. كلمة الحب كبيرة جداً، ولكنّ الخيال ليس كذلك. وضع معظم المخرجين أنفسهم في صندوق صغير بحدود واضحة ولم يخرجوا منه. وضعوا كلمة الحب أمامهم وصنعوا أفلاماً معظمها يفتقر إلى الخيال، وتعاملوا مع أفلامهم كما يتعامل الطالب في المدرسة عندما يُطلب منه كتابة موضوع إنشائي حول الحب أو عيد الأم أو الشتاء. أهدى المخرج اللبناني ميشال كمون فيلمه «قلب أحمر كبير» إلى لبنان، ورحلة القلب الكبير في شوارع بيروت تحوّلت إلى مغامرة انتهت على حدود مرفأ بيروت المدمّر. فيلم كمون مبالغ فيه تماماً كحجم القلب، مليء بقصائد حب تبدأ عند شكسبير وتنتهي بقصيدة رنّانة ألقتها ثلاث شخصيات، كل واحدة على طريقتها.
يتميز «كازوز» بشخصياته الكاريكاتورية وسخريته اللاذعة


«يوم الحداد الوطني في المكسيك» لخيري بشارة يصلح حجر أساس لفيلم طويل

الجميع عاشق في الفيلم، ما عدا عامل التوصيل الذي لا يريد إلّا أن يوصل القلب إلى المكان المحدّد، لكن كل شيء ينقلب عليه بدايةً بضياع القلب ثم سرقته. بيروت في فيلم كمون رمادية، والأحمر هو اللون الوحيد الواضح. قصة كمون تفتقر إلى الخيال، لا تعطي شعوراً بأي شيء، حتى مشهد مرفأ بيروت المدمر جاء ليؤكد أنه عند شحّ الأفكار، لدينا المصائب لاستعمالها لصالحنا ولو أنها لا تعني شيئاً للقصة. يصحّ أن يكون شريط المخرج المصري خيري بشارة فيلماً طويلاً. «يوم الحداد الوطني في المكسيك» مثير للفضول تماماً كعنوانه. في مدينة باظ الجديدة في جمهورية جنوب آسيا، مُنع الحب، وفي يوم عيد الحب تنتشر شرطة «منع الحب» في الطرقات وتقيم الحواجز وتعتقل كل شخص تعلو دقات قلبه عن المعدل الطبيعي. فيلم خيري بشارة يمكن أن يكون حجر أساس لفيلم طويل نرجو أن يُصنع. أما في فلسطين المحتلة، فالعرس يمكن أن يتحوّل إلى مأتم في لحظة، وهذا ما حصل في فيلم «كازوز» للمخرجَين الفلسطينيّين أميرة دياب وهاني أبو أسعد. «كازوز» فيلم مضحك، ممتع وخفيف، يمر كنكتة يضحكنا وينتهي. «كازوز» بشخصياته الكاريكاتورية وبسخريته اللاذعة يبتعد كثيراً عن أي فيلم آخر من السلسلة.
أخذتنا المخرجة المصرية ساندرا بصال إلى قرية في صعيد مصر في يوم عيد الحب، حيث يكافح فارس ذو الاحتياجات الخاصّة، لعرقلة خطوبة بنت العمدة من مهندس غريب لأنه يريدها لشقيقه.
«كازوز» للمخرجَين الفلسطينيّين أميرة دياب وهاني أبو أسعد يقف على حدة بين أعمال السلسلة

«أخويا» فيلم طريف ظريف بسيط وعفوي تماماً كفارس. شريط حيوي يبث طاقة إيجابية، ويمرّ سريعاً مليئاً بخفة دم المصريّين. المخرجة التونسية كوثر بن هنية ابتعدت قليلاً عن كليشيهات عيد الحب والعشاق، لتقديم فيلم يدور يوم عيد الحب، لكنه يروي قصة مجتمع بيروقراطي بكامل أوراقه وساعات عمله المحددة. «مسلخ السعادة» هو مسلخ الحياة. الكل يريد المال، والحب موجود فقط على واجهات المحال. بكوميديا سوداء، قدمت بن هنية فيلمها، وعززتها بتفاصيل المجتمع التونسي، ومزجت الحب بالدم وبالمال في مجتمع تكبّله المصالح على حساب الحب.
بالإضافة إلى ما سبق، قدّم المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان فيلمه «الأعشى» عن اختصاصية نفسية تجد نفسها في موعد غرامي مع رجل بليد لديه حلول لكل شيء. ومن السعودية أيضاً، قدّم المخرج محمود صباغ «حب في ستديو العمارية» حيث توافق نجمة بوب سعودية على التسجيل في استوديو قديم مع مهندس صوت غريب جداً. وفي يوم عيد الحب أيضاً، يتّخذ نهار لطفي منعطفات غير متوقعة في فيلم «سيدي فلنتاين» للمخرج المغربي هشام العسيري.

* «في الحب... والحياة» على نتفليكس