ربما هي المرّة الأولى التي تبدأ فيها المنافسة الرمضانية قبل التماس هلال شهر الصوم بأسابيع عدة. القصة بدأت من مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت تُعَدّ واحداً من أهم أساليب الترويج المسبق والمجاني للأعمال الرمضانية، قبل أن تنتقل إلى يوتيوب. رغم أنّ كل مسلسل سوري يطلق صفحة خاصة به على فايسبوك، انصرفت غالبية القائمين على تلك الصفحات إلى نشر الصور الفوتوغرافية، وكواليس العمل، وأخبار التصوير العابرة من دون التعاطي مع الصفحة على أنّها منبر حقيقي للمسلسل يجب الحفاظ على صدقيته.
لكن المنافسة الحقيقية اشتعلت على مقلب آخر، إذ سرعان ما كانت الشركات تستعجل بث مقتطفات من أعمالها، أو تسمح بتسريب مقصود لبعض الكواليس المصورة بكاميرات غير احترافية، لخلق نوع من التشويق لدى الجمهور.
حالما وصلت غالبية تلك الأعمال إلى برّ الأمان وأنهت الجزء الأكبر من التصوير، حتى ضج يوتيوب بعشرات «برومو» المسلسلات التي بدا واضحاً أنّها تتنافس على كسب رضى المشاهدين وتحفيزهم على اختيار عمل يواظبون على متابعته. إلى جانب ذلك، أخرج الموقع التابع لشركة «غوغل» بعض مسلسلات شركة «غولدن لاين» من إطار المنافسة الرمضانية بعدما باعت الأخيرة مسلسلي «خواتم» و«صرخة روح2» (الجديد) إلى محطة osn المشفرة، محاولة التعتيم على خطواتها عساها تستثمر الموسم الرمضاني بتسويق جديد على المحطات المفتوحة. لكن سرعان ما سُجّلت حلقات العملين كاملة وحُمّلت على يوتيوب لتفويت فرصة التسويق على الشركة.

يرجّح أن يحصد الجزء السادس من «باب الحارة» أكبر نسبة متابعة

على المقلب الآخر، نجحت بعض الأعمال، مبدئياً في كسب المشاهد من خلال البرومو الذي عرض على يوتيوب أيضاً، قبل أن تتناقله عشرات المواقع الأخرى، ليصل أخيراً إلى المحطة التي قرّرت شراءه. أوّل تلك الأعمال، كان «بقعة ضوء10» (سما). على مدار 5 دقائق، نشاهد ملخصاً وافياً عمّا سيقدمه المسلسل الساخر. وعلى إيقاع الموسيقى التصويرية التي وضعها طاهر مامللي منذ نحو 13 عاماً، نشاهد عمر حجو، وباسم ياخور، وأيمن رضا، وأمل عرفة، وأندريه سكاف، وآخرين، يعكسون الشارع السوري بذكاء على شكل كوميديا سوداء.
بعد ثلاث سنوات من الحرب، يمرّ البرومو سريعاً على أهم اللوحات التي يحاول المخرج عامر فهد من خلالها إيصال رسالة مفادها أنّه لا يستقي أحداث مسلسله إلا من الوضع. مع ذلك، لم يحقق الفيديو حتى الآن سوى 3 آلاف مشاهدة.
في المقابل، حصد برومو مسلسل «ألم حمرة» (osn) ليم مشهدي وحاتم علي، أكثر من 10 آلاف مشاهد، على اعتبار أنّ شركة «إيبلا» (هلال أرناؤوط) تمكنت من إنهاء التصوير في بيروت منذ أكثر من شهرين، ونشرت البرومو على مواقع إلكترونية. هكذا، نتابع في خمس دقائق كاميرا حاتم علي تعود إلى ألقها مع أبرز نجوم الدراما السورية، مثل سلافة معمار، وكاريس بشار، وعابد فهد، ورامي حنا، ويوضع المُشاهِد في جوهر قصة مستوحاة من الأحداث السورية. تدور القصة حول تجربة فتاة سورية تعتقل أثناء محاولتها الوصول إلى حبيبها، وهو طبيب نفسي يعمل في مناطق خارجة عن سيطرة النظام.
أما برومو خماسيات «الحب كلّه»(التلفزيون السوري)، فلم يشاهده سوى ألفي متابع رغم نشره منذ نيسان (أبريل) الماضي. يعتبر العمل من باكورة إنتاج «المؤسسسة العامة للإنتاج التلفزيوني» لمجموعة كتاب ومخرجين. نحن أمام قصص حب تدور رحاها على وقع الحرب المستعرة، مع تجريب لصناعة الأكشن عاشته سوريا طوال السنوات الثلاث الماضية، لكن من صلب القصص الحميمة.
من جهته، ربح برومو «حلاة الروح» (أبو ظبي ــ كتابة رافي وهبي وإخراج شوقي الماجري) على مدى أيام عدة أكثر من 3000 مرّة مشاهدة. هنا، يجد المتابع نفسه أمام خلاصة مسلسل سوري يرافقه حضور مصري ــ لبناني، يحيلنا فيه المخرج والممثلون على ما تعانيه سوريا اليوم من حرب فتاكة مع الإرهاب. علماً بأنّ العمل يضم مكسيم خليل، وعبد المنعم عمايري، ونسرين طافش، وتناول قصة فتاة (دانة مارديني) تقرّر العودة إلى أرض الوطن مهما كلفها الأمر.
أما المخرج المثنى صبح، فقد اختار طرح إعلان مقتضب يظهر فيه دريد لحام، بطل مسلسله «بواب الريح»(«السومرية»، و«سما»)، وهو يردّد أبيات شعر للشام مع لوغو شركة «سما الفن» المنتجة للعمل الذي كتبه خلدون قتلان. ولم يمر وقت طويل قبل أن تبث «السومرية» برومو يركّز على طرح المسلسل لقضية توأم سيامي للمرّة الأولى في تاريخ الدراما، إضافة إلى الدخول في حقيقة مجتمع نساء دمشق في عشرينيات القرن الماضي. وقد قارب عدد مشاهديه الـ 3000.
وتتوقع غالبية متابعي الدراما السورية أن يحل الجزء السادس من «باب الحارة» (mbc، وlbci) في المرتبة الأولى لجهة أعداد المشاهدين. قبل مرور الأسبوع الثالث على بث البرومو الخاص به على يوتيوب، شارف على تحقيق مئة ألف مشاهدة، رغم أنّ الشريط يقدّم مقتطفات سريعة لا تتجاوز مدتها دقيقة و20 ثانية. تدور أحداث المسلسل (كتابة عثمان جحى وسليمان عبد العزيز، وإخراج عزام فوق العادة وبسام الملا) حول التحدي والصمود الذي سيحققه أهل «حارة الضبع»، وعودة أبو عصام (عبّاس النوري). أما في«الغربال» (الجديد) لسيف حامد وناجي طعمي، فهناك تركيز في برومو المسلسل الشامي على النجمين بسام كوسا وعباس النوري، إضافة إلى «سيّدة الدراما السورية» منى واصف، برفقة موسيقى وأجواء الدراما الشامية المعتادة، وقد حقق نحو 4 آلاف مشاهدة.