أكتُبُ اليومَ في وداع صديق طفولتي وسني المراهقة في حياتي، الحبيب الذي غادرنا إلى عالمٍ أفضل سامي حبيقه (كلارك). إذا كان محبّو سامي يريدون معرفة هذا الإنسان الفذّ، فسأخبرهم بأن تسميته الأساسية كانت المحبّة لوطنه وركيزة تصرّفه كان: التواضع والوفاء للأصدقاء.سامي عادل حبيقه كان كوالده ووالدته، شخصاً محباً وديعاً كالطفل في منظومة نيتشي يُحبُّ الإنسانية والأصدقاء والحياة. وبالرغم من مواهبه الخارقة، كان سامي يتوق إلى لقاء أصدقاء طفولته في ضهور الشوير حيث وُلدَ وترعرع وتجذّر. كان دائماً (ولربما) يحلم بالعودة إلى مسيراتنا سوياً كمجموعة في نزلة العرزال في ضهور الشوير (خصوصاً ليلاً) والغناء معاً داعين «أديب الصرفد» إلى الاستيقاظ على أنغام أغنية آلان باريير Ma Vie. فكنّا نغني مجتمعين «آديب» تيمناً باسم صاحب المطعم الطبيعي الصغير الواقع تحت عرزال الزعيم الراحل أنطون سعادة والذي له نكهته الخاصة. فكان أديب يستفيق ليُقدمَ لنا البيض بالسمّاق واللبنة والعرق ويتشارك معنا في الأمسية الشويرية اللبنانية الخاصة والفريدة من نوعها.
كان سامي يأتي باستمرار لحضور مباريات التنس (كرة المضرب) في ملعب أبو ناضر في ساحة ضهور الشوير وليشارك (من وقت إلى آخر) في المباريات ولدعم أصدقائه... كان رياضياً وفنياً ومحباً لبلدته ولوطنه، كما كان عادل حبيقه والده، وجميل حبيقه، مختار ضهور الشوير (عمّه) وكسائر عائلة حبيقه والشوير عموماً.
سامي تصاهر عائلياً مع عائلة مجاعص وهي عائلة زوجة أخي وعائلة الزعيم الراحل أنطون سعادة، وكان دائماً يتدفقُ بالمحبة، منتمياً وطنياً إلى لبنان وإلى المشرقيّة العربية التي تجدُ نموذجاً لها في ضهور الشوير، البلدة المقاومة والملتزمة.
وداعاً يا سامي، يا أحد أقرب المحبّين إلى قلبي في بلدة والدي ضهور الشوير التي أحببتَها أنتَ وأحببتَ وطنك كما أحبّ جميع أهل الشوير وطنهم لبنان المنتمي إلى «المشرق العربي»، وداعاً يا صديقي... وإلى اللقاء.