الجزائر | قبل يومين، ووريت الثرى الفنانة الجزائرية نورة (الصورة) في «مقبرة سيدي يحيى» في الجزائر العاصمة بعدما وافتها المنية في أحد مستشفيات باريس الأحد الماضي إثر مرض عضال. صاحبة «يا ناس أماهو» وزوجة الموسيقار كمال حمادي، كانت قد دخلت المستشفى قبل 15 يوماً في حالة صحية حرجة، خصوصاً أنّها عانت الأمرين بسبب المرض. كانت معاناتها جلية في آخر تكريم لها من قبل وزارة الثقافة الجزائرية عام 2003، إذ اعتلت المسرح وهي على الكرسي المتحرك وكان وضعها الصحي متردياً جداً.فاطمة الزهراء باجي التي اختارت «نورة» اسمها الفني ولدت في سيدي عمر في ولاية تيبازة عام 1942. كانت أول مطربة دخلت عالم النجومية بفضل تطرّقها في أغانيها إلى مواضيع تهم جميع الجزائريين، خصوصاً الغربة في أغنية «قال المنفي»، والحب في أغنية «هو هو»، فضلاً عن أداء أغنيات من الفلكلور الجزائري بعديد من اللهجات الجزائرية على غرار «العاصمي»، و«الشاوي»، و«القبائلي».

غنت الراحلة لكبار الشعراء أمثال محمد بلخير وسيدي لخضر بن خلوف، كما أعادت غناء رائعة «أنغام الجزائر» للشهيد علي معاشي، بالإضافة إلى غنائها مع الفنان وراد بومدين الأغنية المشهورة «يا بن سيدي ويا خويا».

أول مغنية مغاربية تحصل على «الأسطوانة الذهبية» في بداية السبعينيات

كانت أول مغنية مغاربية تحصل على «الأسطوانة الذهبية» في بداية السبعينيات، و«السعفة الذهبية» في «مهرجان الأغنية المغاربية في المغرب» سنة 1971، والوسام الثقافي، وهو أعلى تكريم مهدى من قبل رئيس الجمهورية التونسية الحبيب بورقيبة عام 1974، وكانت نجمة «مهرجان الأغنية العربية» في طرابلس في ليبيا سنة 1975. كما حظيت بتكريم خاص من قبل وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي عام 2003.
تركت نورة ما يفوق 500 أغنية باللغتين العربية والقبائلية، وحتى الفرنسية من بينها «وطان غريس» و«سلاك المغبون» و«راس بنادم» و«يا بنات الحومة» و«لو كان حبي يولي» و«سامحني وإنسامحك». وقد أبدى كثير من الفنانين الجزائريين لـ«الأخبار» عمق حزنهم على الراحلة على غرار الملحن قويدر بوزيان والفنان بلاوي الهواري والحاج مهمد الطاهر الفرقاني وعبد القادر شاعو.