صدرت أخيراً عن «مركز دراسات الوحدة العربية» الطبعة الرابعة من الكتاب المرجعي لعالم الاجتماع ووالمفكّر الفلسطيني الراحل هشام شرابي (1927 ــ 2005/ الصورة)، «النقد الحضاري للمجتمع العربي في نهاية القرن العشرين». منذ إطلاقه عام 1990، شكّل هذا الإصدار مرجعاً لأجيال متعاقبة من علماء الاجتماع والكتّاب السياسيّين لناحية تفكيك البنية البطريركية للمجتمعات العربية، كما أثّر في وعي هؤلاء السياسي وترك بصمته في أعمالهم.
تهدف هذه الدراسة إلى وضع إطار فكري يُساعد على تحديد منهج تحليلي نقدي يتناول المجتمع العرﺑﻲ في بُعدَيْه التاريخي والاجتماعي، ﻳمكن من خلاله معالجة القضايا الكامنة وراء الأزمات الاجتماعية والفكرية والسياسية التي يُعانيها.
يرى شرابي أنّه إذا أردنا لهذا المجتمع تجاوز أزماته واسترجاع قواه ودخول دورة التاريخ مجدّداً، لا بد من إجراء عملية نقد حضاري «تمكّننا من خلق وعي ذاﺗﻲ مستقلّ واستعادة العقلانية الهادفة»، مشدّداً على أنّه لا يمكن تحقيق ذلك «إلّا من خلال التفاعل الفكري الحرّ والنقاش المستمرّ، لا بين «المفكّرين» و«المثقّفين» وحسب، بل بين جميع الفئات والأحزاب والتجّمعات وعلى صعيد المجتمع ككل».