القاهرة | «من انهاردة مفيش برنامج». هكذا يمكن تلخيص أول وآخر مؤتمر صحافي أقامه باسم يوسف أمس للتعليق على أسباب عدم عرض حلقة الجمعة الماضي من «البرنامج» على «أم. بي. سي. مصر» (الأخبار 28/5/2014).البرنامج توقف نهائياً. مسرح «راديو» الذي يحتضن تصوير الحلقات منذ عامين سيُفكَّك، وفريق العمل تلقّى تحية تكريم من باسم يوسف والصحافيين الحاضرين. عودة البرنامج قد تكون مستحيلة.

أما عودة الإعلامي المصري بشكل آخر، فأمر ما زال قيد الدرس. عشرات الصحافيين ووكالات الأنباء المحلية والعالمية، ومراسلي قنوات معظمها عالمية حضرا أمس إلى «مسرح راديو» في وسط القاهرة، لمحاولة معرفة مَن أوقف البرنامج. لكن يوسف تمسّك كعادته بقول ما يريده فقط. خلال المؤتمر، أكّد أنّه لم يعد قادراً على الاستمرار، لأنّه بات واضحاً أنّ المطلوب هو اختفاء البرنامج نفسه، فلم يعد قادراً على العمل في هذه الأجواء، وانتاج برنامج كوميدي وسط حملات وبلاغات وحصار للمسرح، قد تتطور لاحقاً وتتحوّل إلى هجوم على المسرح نفسه، لو أخذ المحتجون الأوامر من هؤلاء الذين لم يسمّهم باسم. لكنّه أكّد لمن اتهموه بالتخاذل بأنّ الأمر وصل إلى حد التعرّض لسلامته الشخصية وسلامة العاملين معه. وأشار إلى أنّه منذ البداية لم يكن المناضل الذي يتحمل عبء نجاح الثورة واستمرارها، بل كان جزءاً منها، وأراد أن يقدّم إعلاماً مختلفاً يرفع وعي الجمهور المحاصر من الإعلام المسيس. واعتبر أنّ وقف البرنامج قد يكون رسالة أقوى من مواصلة تقديمه وسط هذه الضغوط. رسالة قد تدفع الكثير من الشباب إلى ابتداع طرق مغايرة للاحتجاج لا يسهل حصارها. أما يوسف، فقد شكر «أم. بي. سي» التي تحمّلت «معه ضغوطاً لا حصر لها». وعن تقديم البرنامج عبر يوتيوب، فهو غير مجد اقتصادياً، وتقديمه عبر قناة خارج مصر، يعني اتهامات بالخيانة لن يقبلها، والتواجد عبر قناة «الجزيرة» مرفوض رداً على اقتراح بعضهم. باختصار، أراد يوسف القول بأنّ الأزمة لم تعد في القناة التي ستعرض البرنامج، بل في تمكّنه من تصويره بأمان داخل المسرح من الأساس.
لكن هل سيعود البرنامج لو تغيّرت الظروف؟ ربط باسم هذا التغير بتراجع الضغوط، لكنّه شخصياً لن يتراجع، ولن يوافق على أي عودة مشروطة. أما العودة من خلال برامج أخرى، فكل شيء وارد. ورفض القول بأنّه كان أكثر حرية في عهد الإخوان، مشيراً إلى أنّ الإخوان لم يجدوا الوقت ولا القوة الكافية لمنعه، وتحفظ على اتهامه بالهجوم على الجيش. ولم يترك الفرصة من دون اطلاق «إيفيهات» مأخوذة من تصريحات الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي. عندما طالبه الحضور بالكشف عن المزيد من التفاصيل، قال «أنا مش قادر أديك تفاصيل. مش عايز أديك». وهو الرد نفسه الذي استخدمه السيسي عند الحديث حول مطالب العمّال والمعتصمين. كذلك رداً على سؤال حول مخاوف تتعلق بحرية التعبير بعد وقف أكثر من برنامج (الأخبار 31/5/2014)، أجاب ساخراً «نحن نعيش أزهى عصور الديموقراطية». وأخيراً وجّه رسالة لمن يقف وراء حجب البرنامج: «خايف من إيه؟».