منذ تسلّم طلال المقدسي الدفة في تلفزيون لبنان، أجرى سلسلة تغييرات أقلّها في الشكل. هكذا، جدّد تلفزيون الدولة شبابه، وغيّر اللوغو، وأجرى نفضة على استديوهاته، وبدأ أخيراً عرض برنامج صباحي شبابي، سبقه برنامج شدا عمر السياسي («كلمة حرة» كل أربعاء 21:30)، ووقف قاب قوسين من نقل «مونديال» 2014.

مع ذلك، يبدو أنّ الأمور ما زالت ضبابية في ما يخصّ البرمجة الرمضانية على شاشة الدولة. إذ تشير مصادر في المحطة إلى أنّ المدير العام للتلفزيون طلال المقدسي يشعر بأنّه مستهدف منذ خروج رئيس الجمهورية ميشال سليمان من قصر بعبدا.
وتضيف هذه المصادر أنّ مجلس إدارة التلفزيون ومفوض الحكومة فيه المدير العام لوزارة الاعلام حسان فلحة، يريان أن ما يجري في التلفزيون الرسمي هو «سلسلة خطوات ارتجالية وغير مدروسة». انطلاقاً من هذا، أوقف المقدسي كل المشاريع حتى تلك الرمضانية ريثما تهدأ هذه العاصفة ضده. وفي حين تهيّئ المحطات اللبنانية والعربية أفضل الانتاجات الدرامية والبرامجية لشهر رمضان، وتخطط لها قبل أشهر، ها هو «تلفزيون لبنان» يقف لا حول له ولا قوة ونحن على أبواب شهر الصوم. هذا ما قد يؤدي إلى غياب المسلسلات عن برمجته في رمضان، وحتى البرنامج الوحيد الخاص بهذا الشهر الذي يقدّمه عبد الغني طليس سنوياً. علماً أنّ الأخير سيقدّم في هذا الموسم فكرة جديدة ومختلفة عما تعرضه القنوات الرمضانية عادة من برامج حوارية و«توك شو» تقتصر غالباً على نجوم الشاشة والمغنى. إذاً، وضع برنامج طليس في ثلاجة الانتظار ريثما تهدأ التجاذبات السياسية والادارية في التلفزيون، مع أنّ الوقت يسبق الجميع! هذه التجاذبات نفسها قد تؤدي الى خسارة «تلفزيون لبنان» نقل الـ«مونديال» مع «غياب» طلال المقدسي عن السمع في هذا الأمر.
وللمرة الأولى، لا يكون التأخير في برمجة رمضان في القناة نابعاً من أزمة مالية، فهناك حوالى 250 ألف دولار لا تزال في تصرّف المقدسي من المبلغ الذي قدمته له الحكومة، ويمكنه شراء ما يحتاجه من مسلسلات رمضانية، وتنفيذ برنامج طليس المحلي، لكن «الحَرَد» المتبادل بين طرفي النزاع هو الذي يجمّد الأمور ويقفل الأبواب. علماً أنّ مجلس إدارة التلفزيون ومفوض الحكومة حسان فلحة لا يعلمان شيئاً عن خلوّ برمجة رمضان في التلفزيون الرسمي من أي جديد. فهل قَدَرُ للتلفزيون الرسمي التخلّف عن دخول أي سباق تلفزيوني، حيناً لأسباب مادية وأحياناً لأسباب إدارية حتى في المواسم التي قد يحقّق فيها وجوداً ومشاهدة؟