يعود أحد أكثر الأبطال الخارقين غرابة وفكاهة بعد غياب ثلاث سنوات. بعد النجاح المفاجئ الذي حقّقه فيلم «ڤينوم» (2018)، عاد توم هاردي ليكون إيدي بروك، المراسل الاستقصائي الذي تبدو حياته المهنية أفضل قليلاً من حياته الشخصية المؤلمة. وإلى جانبه الطفيلي الفضائي «سيمبيوت» المتعايش داخله الذي يمنحه قوةً خارقة. الاثنان يعيشان حياة متضاربة بسبب شخصية كلّ منهما، خصوصاً «سيمبيوت» بسبب شهيته للعقول البشرية والشوكولا. خلف «ڤينوم: فلتكن مذبحة» (2021) لدينا مخرج غزير الإنتاج هو آندي سركيس، وتعود ميشيل ويليامز في دور «آن» الحبيبة والصديقة الضائعة، ووودي هاريسون في دور «كليتوس كاسيدي» الذي يصبح الشرير والمتهجّم والدائم الصراخ.

هرب كليتوس من السجن وأصبح لديه طفيلي فضائي خاص يسعى للانتقام من الأعداء وإنقاذ حبيبة الطفولة شريك (ناعومي هاريس) التي تتمتع بقوتها الخارقة الخاصة. وهنا تبدأ المعركة بين بروك/ڤينوم وبين كليتوس/كارنيج.
كما الفيلم الأول، فـ «ڤينوم: فلتكن مذبحة» ممتع، هناك ومضات إبداعية ملحوظة مشتقّة من مشاركة آندي سركيس الخبير وراء الكاميرا. لكنه قصير (ساعة ونصف ساعة تقريباً زمن قليل على أفلام «مارڤل»). هذه المدة القصيرة قدّمت الفيلم كمزيج سريع لكل العناصر، مصمّم ليكون مضغوطاً وكثيفاً. أضف إلى هذه المشاكل النصّ غير المضبوط بشكل جيد. تعمل القصة على الانتقال من مشهد إلى آخر، وصلة الوصل بين المشاهد هي مصادفات غير مبرّرة، إلى درجة أنّها تنهار إذا بدأنا بتحليل بنية الفيلم. وما تبقّى في النهاية هو التسلية والإثارة. حقّق الفيلم وظيفته في الترفيه واستحقّ ثمن التذكرة. توم هاردي لا يزال يلهو، وهذه الفضيلة العظمى للفيلم وليس عيباً أن لا يحمل نفسه على محمل الجدّ. يصرخ «ڤينوم: فلتكن مذبحة» من أجل المبالغة، وكل شيء يقدَّم بشكل دموي وفكاهي. يحتوي الشريط على ما يكفي من السخرية الذاتية المنعشة، وكل معضلة فيه تحاول حلّ نفسها بنوع من المزاح.
كلّ شيء في الفيلم يُقدم بشكل دموي وفكاهي


«ڤينوم: فلتكن مذبحة» هو بالتأكيد أحد أكثر الأفلام السيئة التي شاهدناها أخيراً. شخصياته هستيرية، تصرخ باستمرار في فيلم سريع، إلى درجة أنّ المشاهد يخطو بعضُها على بعض باستمرار. لكن بفضل نكاته وعنف الرسوم المتحركة، يؤدي الفيلم ما عليه، ويقول: أنا فيلم «B» التهموني بسرعة وافرحوا. الفيلم ترفيه بسيط وغير ضارّ وغير منطقي ولا ريب فيه. ولأننا نعلم أن «ڤينوم» هو أحد خصوم الرجل العنكبوت المفضّلين، ظهر أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في قصص «مارڤل» المصوّرة، علينا التزام مقاعدنا بعد انتهاء الفيلم لأنّ «مارڤل» لديها مفاجأة صغيرة ستكشف عنها.
لا شك في أن أفلام «ڤينوم» باقية معنا، ولكنها، من اليوم فصاعداً، تتطلّب نهجاً أكثر وضوحاً وجديةً. جزء ثالث مماثل سيُفقدنا حتماً الاهتمام بالشخصية، ولكن بالتأكيد لا يجب أن تتعدّى مدة الأجزاء التالية التسعين دقيقة وإلا سوف نصاب بالطرش!

Venom: Let There Be Carnage
في الصالات