بدأ العدّ العكسي لشهر رمضان، ومعه انطلقت الشاشات اللبنانية بجدولة برامجها ومسلسلاتها، فحجزت مكاناً للدراما في موسمها الأبرز. في كواليس قناة lbci اجتماعات كثيفة للاستقرار على المشاريع التلفزيونية التي ستعرضها المحطة، لكن يبدو أنّ الأخيرة ستكتفي بمسلسلين فقط هما «باب الحارة 6» (إخراج بسام الملا وعزّام فوق العادة)، و«الإخوة» (سيناريو محمد أبو اللبن ولواء يازجي، وإخراج سيف الدين السبيعي وسيف الشيخ نجيب، وإنتاج «كلاكيت»).
أما قناة «المنار»، فتُعدّ لشهر الصوم باقة برامج متنوّعة، تبدأها بمسلسل «ملح التراب» (إنتاج «مركز بيروت الدولي للإنتاج»)، الذي يعدّ بمثابة توثيق لتاريخ المقاومة، كما تدرس «المنار» اليوم شراء مسلسلين سوريين، لكنّها لم تتخذ القرار بشأنهما بعد، كذلك تخصّص قناة المقاومة والتحرير برنامج ألعاب يوميّاً يحمل اسم «سؤال عالماشي» يقدّمه علي فواز. ويعود عماد مرمل ببرنامج «نوّرتو» الاسبوعي، الذي يستضيف وجوهاً من مختلف المجالات. وتُعدُّ المحطة برمجة خاصة لـ «حبّة مسك»، إضافة إلى الفواصل الرمضانية الخاصة بالصوم.
أما على قناة «المستقبل»، فزحمة برامج لافتة هذا العام، أعادت الحركة إلى الشاشة الزرقاء. تعرض «المستقبل» مسلسل «كلام على ورق» (بطولة هيفا وهبي) للمخرج المصري محمد سامي، إضافة إلى المسلسل السوري «طوق البنات»، الذي يسرد حكاية دمشقية تعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي، وتحملنا إلى ملحمة شعبية عن الحب والتسامح. العمل من بطولة منى واصف، ورشيد عسّاف، ومهيار خضّور، وتاج حيدر، وديمة قندلفت. وفي جدولة «المستقبل» حصّة لا بأس بها من برامج الألعاب والحوارية، لكن مباريات كأس العالم لكرة القدم (تبدأ في 12 حزيران/ يونيو وتنتهي في 13 تموز/ يوليو) عرقلت المشاريع، فقررت إدارة «المستقبل» تقسيمها إلى جزءين. الأول عبارة عن برنامج مسائي فنيّ يعرض يومياً، وتقدّمه مجموعة من الاعلاميين لم تستقرّ القناة على أسمائهم بعد، وينطلق المشروع من بداية شهر رمضان لغاية انتهاء «المونديال».

يعرض «الجديد»
5 مسلسلات دفعة واحدة... و«الحياة» تتمهّل بشأن
برنامج نيشان

ويبدأ القسم الثاني من برامج «المستقبل» في 14 تموز (يوليو)، إذ يعود ميشال قزّي إلى القناة بعد غياب عنها منذ رمضان الماضي، ويقدّم برنامج ألعاب مليئاً بالجوائز المالية. العمل التلفزيوني يعرض مباشرة على الهواء، ويقدّمه قزّي وحده (مدّته ساعة ونصف ساعة). في السياق نفسه، تجتمع في برمجة قناة «الجديد» 5 مسلسلات دفعة واحدة، منها «اتهام» (تأليف كلوديا مارشليان، وإخراج فيليب أسمر)، الذي تؤدي بطولته ميريام فارس، و«صرخة روح 2» و«الغربال» (منى واصف وعباس النوري وأمل عرفة وإخراج ناجي طعمي)، و«خواتم» (إخراج ناجي طعمي) مقابل غياب برامج الألعاب أو البرامج الحوارية عن القناة.
لذلك، استقدمت الأخيرة أكبر عدد من الأعمال التلفزيونية الرمضانية للتعويض عن نقصان مشاريعها الخاصة. لم تكن قناة mtv تعرف أنّ الاعلامية ناديا البساط، التي تركتها العام الماضي لتقديم برنامج «الرابح هو» (lbci و«الحياة») ستعود إلى أحضانها بهذه السرعة. اتفقت الإعلامية مع شاشة المرّ على تقديم حوار فنيّ متنوّع يستضيف مغنين لبنانيين وعرباً، بينما يتولّى زميلها محمد قيس تقديم برنامج ألعاب ومسابقات.
أما من ناحية المسلسلات، فقد فضّلت mtv أن تختار «عشرة عبيد صغار» (إنتاج «مروى غروب» لصاحبها مروان حداد)، وهو العمل اللبناني الثاني الذي خصّص لشهر رمضان فقط (بعد «ملح التراب»). ومن المتوقع أن يلقى المسلسل صدى طيباً بين المشاهدين، لأنه عرض للمرّة الأولى بالأبيض والأسود عام 1974 على «تلفزيون لبنان»، واستقرّ في ذاكرة الأجيال، كما تعرض المحطة مسلسل «لو» (نصّ بلال شحادات بالاشتراك مع نادين جابر، إخراج سامر البرقاوي)، الذي يعدّ خلطة سورية ولبنانية من بطولة نادين نسيب نجيم، وعابد فهد، ويوسف الخال. في سياق آخر، لم تبدأ شركة «سوني بيكتشرز تلفزيون» (بالاشتراك مع قناة «الحياة» المصرية) بعد الإعداد للبرنامج الرمضاني «أنا والعسل»، الذي قدّمه نيشان على مدى موسمين. ومن المتوقع أن تتخذ الشركة قرارها النهائي بشأن البرنامج في اليومين المقبلين. إذاً، خلطة أعمال خفيفة تنتظرنا في رمضان. في ظل غياب الدراما المصرية وقلّة البرامج الحوارية حتى لحظة كتابة هذه السطور، يبدو أنّ اختيارات المشاهد اللبناني ستكون محدودة بين الدارما المحلية والسورية.




عبد الغني طليس ينتظر «تلفزيون لبنان»؟

تقدّم عبد الغني طليس إلى «تلفزيون لبنان» بفكرة برنامج خاص يعرض خلال شهر الصوم، لكنه لم يعرف حتى الآن متى سيُبدأ بتسجيل حلقاته. وتعتمد فكرة العمل على الجمهور أولاً وأخيراً، وتتضمن فقرات جديدة ربما تعيد جزءاً من المشاهدين إلى التلفزيون الرسمي، لكن بدأ الإعلامي اللبناني في سباق مع الوقت الباقي قبل وصول رمضان، لأن الحلقات ستكون مسجّلة لا على الهواء، نظراً إلى طبيعة العمل وفقراته. ويجري الحديث في الكواليس عن أن البرنامج ألغي بسبب التجاذبات داخل التلفزيون، والمشاكل التي يشهدها منذ فترة طويلة. ويبقى الجواب رهن الأيام المقبلة، فهل يبصر مشروع طليس النور؟