لا شك في أنّ الرواية أكثر انفتاحاً على المسائل الجنسية، فقد ناقشت قضية الدعارة علانيةً. الفيلم بعيد كل البعد عن ذلك. هو يرسم هولي لا جنسية، بطريقة تُناسب الصورة. يُفترض أن تكون هولي شقية، تثير غرائز الرجال، لكنّها تبقيهم بعيداً عنها، كأننا بها الفتاة البريئة غير الآمنة. هكذا أراد مشاهدو السينما الذكور رؤية بطلة في الستينيات. في البداية، لم يرغب منتجو الفيلم أن تلعب أودري الدور الرئيسي. أرادوا مارلين مونرو، ولكنّ الأخيرة رفضت، قائلة بأنّها لا تلعب دور «عاهرة». وقتها، كانت هوليوود لا تزال في قبضة الأوصياء «الأخلاقيين»: الجنس ممنوع، والنساء يجب أن يظهرن عفيفات، والرجال شجعاناً ومفتولي العضلات، والدعارة من المحرمات. انطلاقاً من ذلك، وجد الفيلم صعوبةً في سرد قصة بائعة هوى من دون الحديث عن الدعارة!
قصة حول واجهة المجتمع الراقي والمال وكذلك الفراغ
الفيلم يشبه شخصية هولي، هي تغشّ عمداً، لكنها تؤمن بالأكاذيب التي تقولها. فيلم مرح ذو روح دعابة عالية، كوميدي لكن حزين في آن، مناسب تماماً لهوليوود في تلك الفترة. يتعلق الأمر بأبطال هائمين بلا هدف، يحاولون تحسين حياتهم وحيدين في مدينة نيويورك، ثم يأتي الحب كمخلّص لكل شيء. هولي غامضة، تُخفي ماضيها لأنها تؤمن فقط بالمستقبل مع رجل ثري، وفي النهاية، يأخذها الحبّ. نهاية تشبه هوليوود، وتتناسب مع القصة بسلاسة، لأن الفيلم يعطي أهمية كبيرة للحوارات والفكاهة والسطحية في بعض الأحيان. النهاية السعيدة ليست مصطنعة ولا تافهة على الرغم من أنّها عاطفية بشكل مفرط. «الإفطار عند تيفاني» سينما عفا عليها الزمن بالتأكيد، لكن لا يزال بإمكاننا لمس سحر هذه الكلاسيكية التي تستحق المشاهدة بشكل أساسي بسبب أودري هيبورن. لا يزال الفيلم قصة حول واجهة المجتمع الراقي والمال وكذلك الفراغ في نمط حياة يُفترض بأنّه آمن. ساحر وحزين، فكاهي ومؤثر، وفي الوقت نفسه ترنيمة لممثلة رائعة... بعد ستين عاماً على عرضه، لم تبهت جاذبية «الإفطار عند تيفاني»، الذي يعتبر علامة فارقة في الصورة الجديدة التي أرادتها الولايات المتحدة للمرأة.