لقد أثبتت الوثائقيات التي تتحدث عن الإنترنت بأنه موضوع غير ممتع كثيراً. يميل المخرجون في هذه الأفلام إلى تقديم التكنولوجيا بحماسة عمياء، أو التحذير من آثارها السلبية أو كأمثولة مدرسية مملّة. لكن ما فعله هيرتزوغ هو جعل الإنترنت بطلاً غائباً، وفتح الأسئلة على كائن خيالي نعتمد عليه، كأن الفيلم يتحدث عن شيء من الخيال العلمي وأشخاص أذكياء جداً يراودهم حلم بظهوره.
شريط مُرعب أكثر من كونه مدحاً أو ذمّاً للتكنولوجيا
«انظر وراقب: خيالات العالم المتصل» عمل مرعب أكثر من كونه مدحاً أو ذماً للتكنولوجيا، مقسَّم إلى 10 أجزاء مع 30 مقابلة، والقليل من اللقطات الأرشيفية، والكثير من المناظر الطبيعية والارتجال والصمت! يروي هيرتزوغ بصوته الخشن قصة الإنترنت. يظهر الفيلم ضعف الشبكة والبشر، والتغييرات البشرية الناتجة عن التغييرات التكنولوجية السريعة، والاختلافات العميقة بين الأجيال ومخاطر الذكاء الاصطناعي. يربط الوثائقي موضوعات لا تربطها علاقة مباشرة بالإنترنت، مثل الأحلام، وفقدان أسرة ابنتها، و مدمنين على الإنترنت فقدوا التواصل مع العالم الحقيقي، إلى جانب أشخاص لجأوا إلى غرين بانك في ولاية ويست ڤيرجينيا، لأنّها من الأماكن القليلة التي لا تحتوي على هوائيات للهواتف المحمولة. فهذه الأخيرة تؤثر على أولئك الذين يعانون من حساسية تجاه الانبعاثات الكهرومغناطيسية.
تأخذنا رحلة هيرتزوغ إلى أماكن غير عادية... عند كل محطة جديدة، يتفرّع بحثه نحو عشرات الاتجاهات، مدفوعاً دوماً بحرصه على اكتشاف المزيد. يُظهر هيرتزوغ عدد الطرق التي تغيّرت بها التجربة الإنسانية بشكل لا رجوع عنه عندما نودع أجزاء من أنفسنا في الواقع الافتراضي. «انظر وراقب: خيالات العالم المتصل» كجميع أفلام هيرتزوغ، يهدف إلى إثارة أكبر عدد من الأسئلة المعلّقة بدون إجابات، وترك حرية تحليلها للمشاهد.
Lo and Behold, Reveries of the Connected World
على Mubi