القدس المحتلة | مشتركان «إسرائيليان» انضما إلى الموسم الثالث من برنامج المواهب «محبوب العرب». ضجت المواقع الإخبارية العربية أخيراً بهذا الخبر الذي شغل مواقع التواصل الاجتماعي، وخلّف غضباً في أوساط مستخدميها الفلسطينيين.
الغضب الفلسطيني سببه أنّ المتباريَيْن ليسا «إسرائيليَّين»، بل هما منال موسى من بلدة دير الأسد (الجليل)، وهيثم خلالية من مجد الكروم (قرب عكّا)، وهما من فلسطينيي الـ 1948. أثناء مرحلة تجارب الأداء في رام الله قبل شهرين، رد مدير مكاتب «العربية ـــ أم. بي. سي.» في فلسطين، نضال الحسن، على سؤال «الأخبار» عما إذا كان سيتمكن المشاركون من فلسطينيي الـ 1948 من دخول لبنان، حيث يصوّر البرنامج، في حال نجاحهم. حاول الحسن أن يكون دبلوماسياً، قائلاً إن «mbc تشترط جواز سفر صالحاً للدخول إلى لبنان للتقدّم إلى المسابقة»، على أن تتكفّل المجموعة السعودية بالتأشيرات، مشيراً إلى أنّها «تطلب أيضاً صوراً عن جوازات السفر وموافقة الأهل لمن هم دون سن الـ 18 عاماً»، علماً بأنّه يفترض أن يبدأ عرض «محبوب العرب» في أيلول (سبتمبر) المقبل.
حصلت منال موسى وهيثم خلالية على جوازات سفر فلسطينية
يبدو مؤكداً أنّ المتسابقين حازا رعاية السلطة الفلسطينية في رام الله التي تبادر في هذه الحالات «استثنائياً» إلى إصدار جواز سفر فلسطيني، ما مكّن موسى وخلالية من الحصول على تأشيرة دخول إلى لبنان عبر الأردن. كلام أكّده مصدر مطلع في «أم. بي. سي.» لـ«الأخبار»، حين أوضح أنّ المشتركين يحملان «جوازات سفر/ مرور فلسطينية». وأضاف إنّ «فريق إنتاج البرنامج تعامل معهما على هذا الأساس. وتمّت الموافقة على مشاركتهما، بعيداً عن أي اعتبارات أُخرى»، لافتاً إلى أنّ «ما يتم تداوله بشأن المشتركين اليوم هو مجرّد تكهنات، ويصل في بعض الأحيان إلى حد الافتراء».
أمام هذا الواقع، كان لا بد من معرفة موقف «الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل» من هذه القضية. «إنّ فلسطينيي أراضي 1948 هم جزء لا يتجزأ من شعبنا الفلسطيني، وبالتالي لا يمكن اعتبار مشاركتهم في أنشطة ثقافية عربية بحد ذاته تطبيعاً». قال العضو المؤسس في PACBI عمر البرغوثي لـ«الأخبار». وأضاف إنّ نعت هذا الجزء من الشعب الفلسطيني بـ«الإسرائيليين» هو «إساءة عميقة لكل الشعب الفلسطيني، وتعبير عن الجهل المطبق لدى البعض، في أحسن الأحوال. أما في أسوأ الأحوال، فهذا التوصيف يعدّ تماهياً مع المحاولات اليائسة لدولة الاحتلال والأبارتهايد الإسرائيلي على مدى عقود منذ نكبة 48 لسلخ فلسطينيي الـ 48 عن بقية الشعب الفلسطيني وعن أمتهم العربية». وشدد البرغوثي على أنّ معايير المقاطعة في أراضي الـ 48 «التي توصّلنا إليها عبر أكثر من عامين من اللقاءات والجدل والمناظرات مع عشرات المثقفين والناشطين والفنانين والأكاديميين والنسويات في هذه الأراضي، واضحة ومنشورة لكل راغب في رفع وعيه إزاء هذا الموضوع». هكذا، يكون هيثم خلالية ومنال موسى قد نجحا في تسجيل اسميهما كأوّل مشاركَيْن في «أراب آيدول» من فلسطينيي الـ 48!