رحل غوردون ويليس (82 عاماً ــ الصورة) بهدوء من دون أن يُكشَف السبب. مدير التصوير الأميركي الذي أدار الكاميرا وصمّم الإضاءة في عدد من روائع السينما، مثل ثلاثيّة «العرّاب» لفرانسيس فورد كوبولا، و«آني هول» (1977) و«مانهاتن» (1979) لوودي آلن، يعود إليه الفضل في منح الصورة السينمائية شكلها في السبعينيات التي تعد فترته الذهبية. ونعاه رئيس «الجمعية الأميركية للمصوّرين»، ريتشارد كرودو، قائلاً: «كان أحد العمالقة الذين غيّروا شكل الأفلام ونظرة الناس إلى السينما».

ابن كوينز نيويورك، نشأ في عائلة فنيّة، إذ كان والداه راقصين في «برودواي»، قبل أن يصبح والده ماكييراً. أحبّ السينما والتصوير منذ الصغر. خدمته في وحدة التصوير التابعة لسلاح الجو في الحرب الكوريّة، ثمّ عمله كمصوّر في الإعلانات والأفلام الوثائقيّة، علمّاه الكثير ومنحاه فرصة للاختبار والتجريب، ليخوض بعدها تجربته الأولى في «نهاية الطريق» (1970) مع المخرج الأرمني أرام أفاكيان.
استخدم ويليس أساليب جديدة في الإضاءة، مانحاً الضوء تأثيراً درامياً، إضافةً إلى الدور الوظيفي. كان مولعاً بالضوء المنخفض والتنقّل بين النور والظل، حتى لقّب بـ«أمير الظلام»، وهو الأسلوب الذي أطلق عليه اسم «النسبية البصريّة». دافع كوبولا عن اختياره أمام شركة «باراماونت» في «العرّاب» (1972)، ومنحه حرّية في العمل والتجريب. هكذا، وظّف ويليس نسبيته البصريّة ليخرج الفيلم بأسلوبيّة خاصّة ظلّت تميّزه إلى الأبد. وهناك أيضاً «الساعة الذهبيّة» قبل الشفق التي أحبّ ويليس التصوير خلالها للحصول على دفء وإحساس نوستالجي نشعر بهما تماماً في «العرّاب 2» (1974).
علماً بأنّ كوبولا وصف ويليس مرّة قائلاً: «لديه إحساس طبيعي بالبنية والجمال، ولا يختلف عن فناني عصر النهضة».
مع وودي آلن، أبدع في «مانهاتن» مستخدماً الأسود والأبيض. تعاونهما في 8 أفلام، لم يمنع ويليس من العمل مع مخرجين آخرين مثل آلان باكولا، وجايمس بريدجز، وهارولد بيكر.
7 أفلام عمل فيها ويليس نالت 39 ترشيحاً للأوسكار خلال 7 سنوات، خرج منها بـ 19 فوزاً. المفارقة أنّ ويليس لم يحصل شخصياً على أيّ من هذه الترشيحات، ربّما لأنّه كان كارهاً شهيراً لهوليوود، أو لأنّ عمله «كان سابقاً لعصره»، على حد تعبيره.
لاحقاً، نال ويليس ترشيحين للأوسكار عن Zelig عام 1983، و«العرّاب 3» (1990)، ومُنح أوسكاراً تكريمياً عن مجمل إنجازاته في 2010.
كان The Devil's Own مع باكولا (1997) فيلمه الأخير، ليقرّر بعدها التقاعد. أما إخراجياً، فله تجربة وحيدة لم تلاق نجاحاً، هي فيلم «نوافذ» (1980).