القاهرة | مع انطلاق العد التنازلي لانتخابات الرئاسة المصرية يومي 26 و27 الحالي، ازدادت وتيرة اللقاءات الجماعية التي يعقدها كلا المرشحين ــ عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي ــ مع نخب المجتمع المصري. وأخيراً، جاء دور الفنانين! قبل أيام، استقبل السيسي عدداً كبيراً من النقاد والأدباء المؤيدين له بعدما كان قد التقى الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي مع انطلاق فعاليات الحملة الإنتخابية. ومساء أول من أمس، التقى المشير مجموعة كبيرة من النجوم. في التوقيت نفسه، قرر صباحي استقبال محبيه من الأدباء والنقاد والفنانين، ربما لأن جولاته الإنتخابية لم توفر له الوقت الكافي للقاء كل فئة على حدة، كما يفعل السيسي الذي لم يغادر مقر حملته الانتخابية ولو لدقيقة.
كان يُفترض أن يتلقي السيسي الفنانين صباح الأحد، لكن انشغالهم بتوديع زميلهم حسين الإمام (الأخبار 19/5/2014) أدى إلى تأجيل اللقاء حتى مساء اليوم نفسه متزامناً مع اللقاء الذي عقده صباحي. اللافت كان عدم ارسال حملة السيسي البيان الصحافي المعتاد والصور التي توثّق كل لقاءات وزير الدفاع السابق إلا بعد مرور أكثر من 20 ساعة على نهاية اللقاء. لكن الجميع علم سريعاً أنّ الحدث الأبرز في الاجتماع كان تحرك السيسي من موقعه على طاولة الاجتماعات نحو مقعد النجمة الكبيرة فاتن حمامة لتحيّتها بشكل خاص، ما أثار اعجاب الحاضرين.

وصل البيان الصحافي من الحملة بعد عصر أمس، ونقل عن السيسي قوله إنّ دور الفن تراجع كثيراً خلال الفترة الماضية مقارنة بما كان عليه في الفترات السابقة، مؤكداً أنّ الأمم المتقدمة تحاول التسويق لصورتها الخارجية من خلال الفن والرسالة الإعلامية. وفي رد غير مباشر على تحركات منافسه، أجاب السيسي بأنّ الكثير من الناس يمكنهم تزيين الكلمات واللعب على مشاعر المواطن، لكنه يحب الصدق «لأنّ الله يحبه». وكما كان متوقعاً، طلب الفنانين حثّ الناس على المشاركة في التصويت للتأكيد على أن ما جرى في «30 يونيو» كان ثورة شعبية بامتياز.

طلب حسن
يوسف من السيسي إقفال المقاهي!
وسبق صدور البيان انتشار تسريبات تؤكد أنّ السيسي احتد على محمد صبحي الذي طالبه بالاعلان عن برنامجه الانتخابي، فقال له إنه كان منشغلاً بتقوية الجيش. إلا أنّ الفنان المصري خرج لاحقاً لينفي حدة السيسي معه. أما حسن يوسف، فطالبه باغلاق المقاهي التي تعمل حتى الفجر كي يستيقظ الناس على أعمالهم، فقاطعه زميله عادل إمام مشيراً إلى أن السهر هو حلاوة مصر.
حضر اللقاء أيضاً نور الشريف، وحسين فهمي، وميرفت أمين، ونقيب الموسيقيين مصطفى كامل، وليلى علوي، وهاني مهنى، وايهاب توفيق، ومحمود عبد العزيز، وأحمد السقا، ومحمد هنيدي والكثير من الفنانين.
وفيما كان الحاضرون من المؤيدين للسيسي بالكامل، فتح صباحي المجال لتواجد بعض الذين ما زالوا يلتزمون بقرار المقاطعة. دار النقاش حول أهمية اقتراب المثقفين من الشعب وعدم التعالي على اختياراته.
نقطة شدّد عليها صباحي مضيفاً أنّه لو خسر الانتخابات، سيكون ذلك بسبب عدم قدرته وحملته على إقناع الناس. وشدد الحاضرون على أهمية الحفاظ على الهوية المصرية والتصدي الكامل لغزو الفكر الوهابي الذي أضر بروح أهل المحروسة. وكان من أبرز الحضور الممثل الكبير فاروق الفيشاوي الذي قد يكون الوحيد من أبناء جيله الذين لم يحضروا لقاء السيسي، وجيهان فاضل، والممثل الشاب أحمد مالك (قدم شخصية حسن البنا شاباً في مسلسل «الجماعة») والمخرجتان آيتن أمين وهالة خليل، والأدباء إبراهيم عبد المجيد، ووحيد الطويلة وهشام الخشن، والشاعران الكبيران سيد حجاب وزين العابدين فؤاد والزميل سيد محمود. وكانت المفاجأة «السارة» للشباب المؤيد لصباحي إعلان «الكينغ» محمد منير تأييده للمرشح الرئاسي الذي يحمل لقب «النسر»!