«بانوراما» تخوض في أركيولوجيا الوصاية: هذا ما جناه علينا الأنكل سام!

  • 0
  • ض
  • ض

في خطاب «اليوم العاشر من محرم»، أفرد أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله، مساحةً لتوجيه اتهام مباشر للولايات المتحدة الأميركية بإدارتها الحرب الإقتصادية والإعلامية في لبنان. وقتها، ركّز على دور السفارة الأميركية في بيروت، وافتعالها التجييش والتحريض الإعلامي وتأليب اللبنانيين على بعضهم. كلام نصر الله، الذي أشار بشكل مباشر، إلى الإدارة الأميركية بالتواطؤ على لقمة اللبنانيّين، لم يكن يندرج ضمن خطاب سياسيّ في مناسبة دينية معروفة، بل كان يُراد له فتح آذان اللبنانيّين على هذه السياسة التي تُسهم في خنقهم، وفي خلق مناخات تحريضيّة في البلاد أوصلته إلى شفير الانهيار. وبينما تشهر وسائل إعلام محلية ترويجها للإدارة الأميركية وسياساتها، أكان بشكلٍ مباشر عبر الإعلانات السياسية للسفارة الأميركية، أو بطريقة مواربة عبر دسّ سمومها في التقارير والبرامج التلفزيونية، قرّر برنامج «بانوراما» (إخراج رضا قشمر - تقديم ورئيس تحرير منار صباغ) على قناة «المنار»، أول من أمس، استكمال خطاب أمين عام «حزب الله» وتشريح دور الإدارة الأميركية وذراعها في لبنان، بشكلٍ توثيقي، يتّكئ على الأوراق الأميركية المنشورة في الأصل على مواقعها الإلكترونية، سيّما وزارة الخارجية الأميركية. هكذا، بلسان الأميركيّين ووثائقهم المنشورة بشكلٍ علني، أو تلك المسرّبة عبر «ويكيلكس»، دخلت الحلقة على هذا الخط، مستعينةً بالباحث اللبناني هادي قبيسي، الذي قدّم سابقاً على الشاشة عينها، بحثاً مماثلاً عن «منظمات المجتمع المدني» أثار وقتها ضجةً في الأوساط الإعلامية. الحلقة التي امتدت على خمسين دقيقة، تضمّنت تشريحاً لـ«مهام السفارة الأميركية في بيروت»، و«أدوار الغرف السوداء لبعثة الولايات المتحدة الدبلوماسية إلى لبنان». كان من المفيد، الإضاءة على أدوار السفارة الأميركية في بيروت، وتشخيص مهام موظفيها المحليّين منهم والأميركيين المولجين بأداء أدوار محدّدة يتّضح من خلال الكشف عنها، أنها تقتصر على التعاطي مع لبنان كتابع، وكمنصّة لتأمين المصالح الأميركية و«أمن إسرائيل»، واستخدام إستراتيجية تحويل الأفراد والمنظّمات وحتى الموظفين في القطاعين العام والخاص في لبنان إلى مخبرين وتابعين. هذا ما أظهره قبيسي من خلال عرض ما يُعرف بـ «الإستراتيجية المدمجة»، المنشور على موقع «وزارة الخارجية» الأميركية، والخاصة بلبنان. استراتيجية توضح بالوثائق منظور الإدارة الأميركية إلى بلاد الأرز، ووسائل إعلامه ووزارته، وتجاهر العداء لـ «حزب الله»، ومن يدور في فلكه. وضمّت الحلقة أيضاً، صوراً جوّية لمقر السفارة الأميركية الجديد في «عوكر» وتشريحاً لمهام ضباطها في أقسام المعلومات والاقتصاد والدبلوماسية العامة، ويتّضح أنّها متغلغة داخل الجسم اللبناني، وتتدخّل في كل شاردة وورادة في عالم المال والاقتصاد ووسائل الإعلام والمراسلين، وتشكيل الحكومات. هكذا، تضع الحلقة أمام المتابع هذه الإستراتيجية الأميركية التي لا تحتاج إلى تظهير أكثر مع أدوارها المكشوفة في لبنان سيّما في الآونة الأخيرة، لكن كان من المفيد أن تُدان من وثائقها، مع إفراد دور لوسائل الإعلام المحلية التي تصفها واشنطن بـ «المعتدلة» والتي تنفذ «القيم الأميركية». لكن في النهاية، يتّضح كما يقول قبيسي أنّ «القيم» لا تعدو كونها العشر مليارات التي كشف أرقامها الدبلوماسي الأميركي دايفيد هيل أخيراً، في تمويل وسائل الإعلام اللبنانية وما يُعرف بـ«منظمات المجتمع المدني».

0 تعليق

التعليقات