أبو وصفي لم يعد حالة كوميدية نادرة ولا «كاركتراً» خاصاً لأنه بكل بساطة آثر أن يسلّم الراية، ويمضي إلى غير رجعة كما فعل عدد كبير من زملائه في الآونة الأخيرة، تاركين وراءهم بلداً تنهشه الحرب ويجهز عليه الدمار. بسرعة فائقة، تلقّفت صفحات المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي أمس خبر رحيل الممثل السوري المخضرم رياض شحرور (1935ـــ 2014) الذي اشتهر بدور «أبو وصفي» في مسلسل «عيلة خمس نجوم» (1993) لحكم البابا وهشام شربتجي.
حينها، أدى دوره ببراعة لافتة بمشاركة فارس الحلو، وسامية الجزائري، وأمل عرفة، وأندريه سكاف. تحول المسلسل إلى ظاهرة شعبية، ورسخ الكوميديان السوري في ذهن المشاهد حتى وفاته ظهر أمس في منزله في حي الزاهرة في دمشق. وأوضح مقرّبون من عائلته في اتصال مع «الأخبار» أنه سيصلى على جثمانه اليوم بعد صلاة العصر في «مسجد ساحة شمدين»، ويوارى ثرى مقبرة العائلة في دمشق.
برغم أنّه أدى أدواراً كوميدية مميزة في «الدغري» إلى جانب دريد لحام، وفي «يوميات مدير عام1» مع أيمن زيدان، إلا أن دوره في «عيلة خمس نجوم» ظل يلازمه، ولم يعرفه الجمهور العربي إلا باسم الشخصية التي أداها. علماً أنّ شحرور كان واحداً من الممثلين القدامى، ّ أسس فرقة مسرحية عام 1955 وكان يعرض مسرحياته في البيوت العربية الدمشقية، وخصوصاً أنه ابن حي الصالحية العريق. انتسب إلى المسرح القومي وكان من الأعضاء المؤسسين في نقابة الفنانين السوريين. في عام 1999، عاد ليشارك أمل عرفة في مسلسلها «دنيا»، ثم شارك في مسلسل «بقعة ضوء1» (2001) إضافة إلى بعض الأعمال الأخرى. كذلك، كانت له مشاركات سينمائية مهمة، أبرزها مع المخرج محمد ملص في فيلم «الليل» (1993). حالما تسرّب خبر وفاته، سارع زملاؤه إلى نعيه على صفحاتهم الافتراضية، أولهم شكران مرتجى التي كتبت: «بسمة جديدة كانت مغيبة وقد غيبها القدر الآن». أما النجم السوري باسم ياخور، فقد قال لنا من موقع تصوير مسلسل «المرافعة» في مصر: «حزنت من كل قلبي لأن رياض شحرور جزء حقيقي من ذاكرة جميلة يوم كانت الدراما السورية في مرحلة نهوض، وكان ركناً أساسياً فيها. أذكر أننا قدمنا أعمالاً متنوعة مع المخرج هشام شربتجي». ويشرح نجم «ضيعة ضايعة»: «للراحل أسلوبه الكوميدي الخاص والمتفرد. غيابه اليوم هو تتمة لفاجعة غيابه عن الشاشة بسبب ظروف صحية في الفترة الأخيرة».




نكران دوت كوم

خلال السنوات الثلاث الأخيرة، رحل عدد كبير من الممثلين السوريين من بينهم ياسين بقوش، وسقط بعضهم في نيران الحرب المندلعة. لكن التيمة المشتركة في رحيل هؤلاء، كانت غياب زملائهم عن جنازاتهم وعن صالات عزائهم. وقد تطرقت وسائل إعلامية عدة إلى هذا الموضوع. لكن ما حصل مع رياض شحرور كان مختلفاً. على الرغم من أنّ حالته الصحية غيّبته عن الشاشة لسنوات عدة لم يتذكره فيها أحد من زملائه، إلا أن بعض النجوم استكثروا على زميلهم الراحل كلمات عزاء بسيطة في وفاته. على سبيل المثال ولدى الاتصال بنجمة سورية قديرة لنسمع شهادتها بالفقيد، وعدتنا أن تعاود الاتصال بنا ولم تعد تجيب على اتصالاتنا المتكررة!!