أضافت منصّة «أفلامنا» أخيراً فيلمين جديدين إلى قائمة أفلامها المعروضة ضمن عنوان «مساحة الكارثة والتعبير» هما وثائقي «طرس، رحلة الصعود إلى المرئي» (76 د ـــ 2018/ الصورة) لغسان حلواني، وفيلم «معلول تحتفل بدمارها» (30 د – 1984) لميشيل خليفي. سبق أن شاهدنا الوثائقي التجريبي للبناني غسان حلواني على المنصّة، غير أن الشريط يدعوك لمشاهدته مراراً بإيغاله عميقاً في ملف مفقودي الحرب الأهلية اللبنانية. من خلال قصّة «مفقود» شاهده المخرج قبل أعوام طويلة، ثم عاد ليراه مجدّداً، يحفر العمل الاستثنائي عميقاً في سير كلّ مخطوفي الحرب الأهلية اللبنانية. يقشّر بلغة بصرية لافتة الطبقات السميكة التي تطمس هذا الجزء من الذاكرة، متتبّعاً المحاولات الرسمية والجماعية لمحوها.

أمّا «معلول تحتفل بدمارها» للفلسطيني ميشيل خليفي (1950)، فيأخذ المشاهد إلى قرية معلول الفلسطينية في الجليل التي دمّرها الاحتلال الإسرائيلي في النكبة سنة 1948، وطرد أبناءها الذين اتّجه بعضهم إلى لبنان فيما بقي بعضهم في بلدة الناصرة المجاورة لها. لا يُسمح لأبنائها إلّا بزيارتها ليوم واحد في السنة، وهو اليوم الذي يتزامن مع ذكرى الاحتلال الإسرائيلي، أي ذكرى نكبتهم وتهجيرهم. مع ذلك، يتمسّك أبناء القرية بهذه الزيارة السنوية التي تختصر إصرارهم على التعلّق والتمسّك بالأرض وذاكرتها. يرافق الشريط أبناء معلول في زيارتهم السنوية تلك، حيث يتحدّث أبناؤها عن ذكرياتهم ومشاعرهم المتناقضة لدى رؤيتهم القرية التي حُرموا منها. الفيلم هو وثيقة عن الأرض وأصحابها الذين يعجزون عن نسيان تلك الذاكرة الدموية.
https://www.aflamuna.online