القاهرة | قد تتشابه برامج كلا المرشحَيْن لرئاسة الجمهورية المصرية، عبد الفتاح السيسي (الصورة) وحمدين صباحي، في بعض البنود. لكن المؤكد أنّ تعامل حملتي المرشحين مع الصحافة مختلف إلى حد كبير. حتى الآن، تبدو حملة حمدين صباحي الذي خاض انتخابات 2012 وله تاريخ سياسي وبرلماني طويل أكثر قدرة على إيصال فكرتها وأهدافها من خلال المنابر الإعلامية المختلفة. تخوض حملة صباحي السباق الرئاسي معتمدة على فريق إعلامي كامل يتواصل مع مختلف المحطات الفضائية، بعضه أعضاء في «التيار الشعبي» الذي أسّسه بعد خسارته الانتخابات في 2012، والبعض الآخر من «حزب الكرامة» الناصري. أما الناطق الإعلامي باسم الحملة، فهو الإعلامي حسين عبد الغني. كذلك يطل مديرها حسام مؤنس باستمرار عبر الشاشات، وبات من أبرز الشخصيات الشابة المؤثرة إعلامياً في الآونة الأخيرة.
الاختلاف في الخبرة الصحافية، يتمثل في قيام حملة صباحي بدعوة أهل مهنة المتاعب إلى متابعة فاعلياتها وإبلاغهم بالجدول الزمنى لتحرّكاتها، بينما تكتفي حملة السيسي ببيانات وصور رسمية بعد انتهاء لقاءاته التي لا تُعلَن مسبقاً، باعتبار أنّ أخبار المشير تتصدر الصحف.

هذا السلوك، أسهم في تراجع أسهم السيسي، فنجح صباحي في الحصول على أكثر من 70 في المئة في استفتاء أجراه موقع صحيفة «الوطن» المصرية حول «أفضل مرشّح».
تتواصل حملة رئيس
«التيار الشعبي» مع الإعلاميين، بينما تبتعد حملة المشير عن الشاشات

في المقابل، تبدو حملة وزير الدفاع المصري السابق بعيدة عن الشاشات، ليس فقط بسبب إحجام مسؤوليها عن الظهور الإعلامي والتحفظ عن إجراء المناظرات بين أعضاء الحملة الرسميين وشباب حملة صباحي، لكن لرفض غالبيتهم الظهور كضيوف على التلفزيونات التي بات اهتمامها يتركّز على الانتخابات. هكذا، وقعت القنوات في مأزق بسبب قلّة عدد المحسوبين رسمياً على حملة المشير والمؤهلين للظهور الإعلامي، فيما انحصرت الخيارات بشخصيات مؤيدة للمشير، لكنها ليست قريبة من الحملة، وبالتالي لا يمكنها الرد على كل الأسئلة، وخصوصاً الدقيقة منها.
شباب حملة السيسي يفضلون الظهور منفردين على الشاشات ليتجنبوا النقاشات حول برنامج مرشحهم. هم لا يشعرون بالقلق تجاه البرنامج، لكنهم في الواقع لم يلتقوا بمرشحهم مباشرة حتى الآن. غالبية الشباب يلتقون بأشخاص مقربين من قائد الجيش المصري السابق، على عكس حمدين صباحي الذي يجلس مع شباب «التيار الشعبي» في مكتب الدقي (مدينة الجيزة) يومياً للتشاور. علماً بأنّ مناصري حمدين شاركوا خلال الفترة الماضية في إعداد برنامجه الانتخابي، الأمر الذي مكنهم من حفظ بنوده وفهمها جيداً والتعبير عنه إعلامياً بطريقة تخدم مرشحهم.
مسؤول لجنة الشباب في حملة السيسي، حازم عبد العظيم، اعترف في حوار صحافي نشر الأسبوع الماضي بأنّه لم يلتق المشير حتى الآن، رغم بدء اللجنة أعمالها قبل أسبوعين وتواصلها مع المواطنين في كل المحافظات والنزول إلى الشارع للتعريف بالبرنامج الانتخابي، فيما يرفض مرشحهم الظهور على الهواء مباشرة، رغم تلقي الحملة عشرات الطلبات من فضائيات مصرية وعربية ترغب في نقل لقاءاته على الهواء.
واللافت أيضاً، أنّ المتحدث الإعلامي باسم حملة المشير، عبد الله المغازي، لم يطل تلفزيونياً بعد اختياره لهذا المنصب سوى مرّة واحدة فقط، ولم يُسجّل أي ظهور للمتحدثة الأخرى، منى القويضي، التي اكتفت بتصريحات مقتضبة للصحافة المكتوبة.
حتى الآن، لا يبدو أنّ عبد الفتاح السيسي يعتزم إجراء مقابلات خاصة مع كافة الفضائيات المصرية، إذ تسعى حملته إلى التنسيق مع الإعلاميين المصريين لتحديد ظهوره التالي بعد المقابلة التي سجّلها مع الإعلاميَّين إبراهيم عيسي ولميس الحديدي (الأخبار 3/5/2014)، علماً بأن محاولات الاتفاق بين قناتي «الحياة» والتلفزيون المصري لإجراء حوار مشترك باءت بالفشل.
على الضفة المقابلة، يوافق حمدين صباحي على الظهور في مقابلات عبر الشاشة الصغيرة ومع مختلف الإعلاميين من دون شروط مسبقة. ويسجّل للأخير جرأته في الإطلالات المتلفزة ضمن فترات متقاربة على محطات، ناسفاً كل الخطوط الحمراء، ومجيباً عن أسئلة يرفض منافسه التطرق إليها. هكذا، يؤكد رئيس «التيار الشعبي» أنّه لا يخشى الحوارات المباشرة، ومستعد للإجابة عن أي تساؤلات، بما فيها الشخصية!




أول ظهور عربي

استكمالاً لسلسلة اللقاءات المباشرة التي يجريها مع مختلف التلفزيونات، أطل المرشّح الرئاسي المصري حمدين صباحي (الصورة) على شاشة «التلفزيون المصري» في حوار خاص مساء السبت الماضي ضمن برنامج «مصر تنتظر الرئيس» مع الإعلامي خالد حبيب. في الحلقة، عرض صباحي ملامح برنامجه ووجّه رسالة إلى جميع مناطق مصر. في المقابل، سجّلت الإعلامية السورية زينة يازجي مقابلة خاصة مع المشير عبد الفتاح السيسي لقناة «سكاي نيوز عربية»، أذيعت أمس بعد الانتهاء من تسجيلها بساعات، في أوّل ظهور إعلامي له عبر شاشة عربية. علماً بأنّ اللقاء سجّل أيضاً في فندق «الماسة» الذي يستضيف لقاءاته.