وفقاً لـ «مراسلون بلا حدود»، بلغ عدد شهداء الصحافة في سوريا حتى نيسان (أبريل) الماضي 31 صحافياً محترفاً، وما يزيد عن 100 مواطن/ صحافي. وتؤكد تقارير غير رسمية أنّ الرقم تجاوز حاجز الـ 150 بين محترف وهاو. المفارقة أن أيّاً من هؤلاء لم يحز صفة «شهيد بالإجماع».
في بلد بلغ فيه الاستقطاب أقصى حدوده، انتهج جمهور كل من الفريقين أسلوباً واحداً عبر تخويل نفسه منح صفة شهيد للإعلاميين الذين يتوافقون مع خطه السياسي، فيما نفاها عن الآخرين. وصل الأمر أحياناً إلى تبرير مقتلهم والتشفي بهم. 150 شهيداً لم يحظَ واحدٌ منهم بدقيقة صمتٍ جماعية. 150 لم ينجُ أحدُهم من مقصلة الاصطفاف السياسي، لا حيّاً ولا شهيداً. 150 شهيداً على الأقل، تصلح سيرةُ كلٍّ منهم لتكونَ جزءاً من سيرةِ مطوّلة، تضمُّ سِير كلّ الإعلاميين على الأرض السورية، حيثُ تحول الإعلام برمّته من شاهد إلى شهيد.