الإعلام سمع... لم يسمع صرخة الطرابلسيين

  • 0
  • ض
  • ض
الإعلام سمع... لم يسمع صرخة الطرابلسيين
توجهت امس المحطة الى «حي المنكوبين» في طرابلس لدحض شائعة وفاة الطفلة

استطاع الشريط الذي انتشر أخيراً من طرابلس لرجل يحمل طفلته بين يديه ويستغيث لتأمين ماكينة أوكسجين لها بعد انقطاع الكهرباء، تحريك الميدان الشمالي، وأيضاً منصات التواصل الإجتماعي. شائعة وفاة الطفلة المصابة بالربو، التي تحتاج للمساعدة اللوجستية والطبية، استطاعت تحريك الشارع الطرابلسي أمس، مع انتشار فيديوات لمسلحين شهروا أسلحتهم في الشوارع، وسادت بعدها لغة الفوضى، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية القاسية التي تعيشها عاصمة الشمال، وقد غرقت بالطبع أكثر بفقرها مع ما يمرّ به لبنان من أزمات اقتصادية ومعيشية خانقة. طرابلس التي حضرت نهار أمس على السوشال ميديا، وتناقلت فيديواتها هواتف اللبنانيين، تراجع الإهتمام الإعلامي بما حدث بها في نشرات الأخبار المسائية، لصالح أحداث ومواقف سياسية، وجدت فيها القنوات التلفزيونية، أولوية على صرخات الطرابلسيين، أو حتى تقصّي ما يحدث أمنياً في طرابلس. وحدها lbci، توجهت الى «حي المنكوبين»، واستصرحت جدّة الطفلة الصغيرة، التي أكدت بأن الأخيرة بخير وبصحة جيدة بخلاف ما روّج من شائعات حول وفاتها. هكذا، توجهت كاميرا المحطة الى الحي الشعبي المنكوب، ونقلت معاناة الأهالي هناك، فيما أخرّت باقي القنوات الحدث الطرابلسي الى منتصف النشرة تقريباً، مع تغطية تخوفت من انسحاب ما حصل في طرابلس على باقي المناطق اللبنانية، كما أفاد تقرير «الجديد»، وأخرى ركزت على ضرورة التحرك الرسمي لمساعدة الطرابلسيين، واستصراخ المسؤولين للإلتفات الى مدينة الشمال المهملة (mtv). وكان لافتاً اكتفاء otv، بعرض مقتطفات من المشاهد المسلحة وانتشار الجيش في طرابلس من دون الإدلاء بأي تعليق أو حتى إخبار المشاهد بما حصل في طرابلس. هكذا، غُيّبت المدينة الشمالية عن الإهتمام الإعلامي اللازم، فيما تشكل تلك البقعة اللبنانية واحدة من أبرز المناطق التي تشكل الخاصرة الرخوة للأوضاع الأمنية في لبنان، فكيف إذا تزامنت مع ظروف معيشية قاهرة، زادت أوجاع الطرابلسيين!

0 تعليق

التعليقات