تونس | سيستعيد «مهرجان الحمامات الدولي» في تونس أضواءه ولياليه الساحرة مع عروض المسرح والباليه والموسيقى في دورته السادسة والخمسين التي تنطلق في العاشر من تموز (يوليو) وتستمرّ لغاية 14 آب (أغسطس) المقبل. المهرجان الذي صعد على خشبته أشهر نجوم المسرح والجاز والبلوز والباليه والطرب من الشرق والغرب؛ عاد في نسخته الجديدة إلى أصله كمنصة للمسرح، إذ كان الأخير مرتبطاً بتأسيس المهرجان في منتصف الستينيات من القرن الماضي، وكان المسرحيون التونسيون ينتجون أعمالاً خاصة بالمهرجان. وفي هذه النسخة، سيفتتح الممثل والمخرج المسرحي التونسي توفيق الجبالي (1944) المهرجان بعمل جديد خاص بـ «الحمامات» يحمل عنوان «على هواك». وستكون هناك ستة مواعيد مسرحية أخرى لـ «المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية» في تطاوين هي: «سوق سوداء» من إخراج علي اليحياوي مقتبسة عن جان ماري كولتاز، ومونودراما «ياقوتة» لليلى طوبال، ومونودراما «للرجال بركة» لنجوى ميلاد، ومسرحية «ذاكرة» لسليم الصنهاجي الذي يعود بعد غياب طويل، ومسرحية «طروف» لغازي الزغباني، ومسرحية «ربع وقت» لسيرين قنون.
«مهرجان الحمامات الدولي» لم يخلف مواعيده مع الأعمال الموسيقية التي تحمل بحثاً وخروجاً عن المألوف. في هذا السياق، سيقدم الثنائي وناس خليجان وسليم عبيدة عرضاً موسيقياً يجمع بين الجاز والموسيقى الكلاسيكية، إلى جانب عرض للموسيقي الإيطالي أندريا غريمينيللي، وعرض فلامنكو الثنائي بيتسيا لوكا وسارة كاليرو، وعرض الأوركسترا السمفوني في قرطاج بقيادة المايسترو حافظ مقني، وعرض باليه لأوبرا تونس بعنوان «روميو وجوليت»، وعرض لعبد الرحمن العيادي «أنغام في الذاكرة» الذي يستعيده أجمل الألحان التي قدمها في الثمانينات للنجمة القتيلة ذكرى محمد، ونجمة الأغنية التونسية أمينة فاخت. كما سيقدم المايسترو شادي القرفي عرضاً بعنوان «محبة». ولم يغِب الراب عن النسخة الجديدة للمهرجان، إذ سيكون محبّو هذا المنط مع أمسية راب لنجم الراب بلطي، وعرض لشيخ المالوف التونسي (الموسيقى الأندلسية) زياد غرسة. وتحضر الموسيقى الشعبية (فن المزود) في عرض لحاتم اللجمي بعنوان «الربوخ»، إلى جانب عرض للمغني الأوبرالي التونسي حسان الدوس.
وستكون فلسطين حاضرة في سهرة للفنان الفلسطيني فرج سليمان، وأمسية جاز لعازف الساكسفون والملحن التونسي ياسين بولعراس، وسهرة للنجم اللبناني وائل جسار. أما الاختتام، فسيكون مع سهرة للفنان العراقي نصير شمة الذي سيكون مرافَقاً بثلاثة عازفي عود.
وكان «مهرجان الحمامات» قد غاب العام الماضي، لكن أقيمت نسخة مختزلة منه كناية عن مجموعة من السهرات. لكنّه يعود هذا العام وسط مخاوف من الإلغاء في آخر لحظة بسبب وباء كوفيد 19 الواسع الانتشار في تونس، بخاصة محافظة نابل (منها مدينة الحمامات) التي اتّخذ فيها المحافظ إجراءات خاصة، كحظر التجوّل بداية من الساعة الثامنة مساءً. وتنتظر إدارة المهرجان تحسّن الوضع الصحي حتى يمكن تنظيمه على أحسن وجه، فالفن يبقى سلاحاً ضد الكآبة التي تغمر البلاد وسط أزمة أقتصادية وصحية غير مسبوقة وتوقّف النشاط السياحي بشكل كامل.
هذه الدورة الواعدة في برنامجها، تبقى في انتظار تحسّن مؤشرات الوضع الصحي وانحسار الوباء حتى يستعيد «مسرح الحمامات» الذي يحتضن البحر أضواءه المنطفئة وترتفع أصوات الممثلين والموسيقيين في ليل الحمامات الساحر.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا