لو جاء خبر إجبار مالك «الفراعين» توفيق عكاشة مذيعة القناة رنا الدويك على إنهاء الحوار مع المشاهدين على الهواء مباشرة في الأوّل من نيسان (أبريل) الماضي، لظنّه الجمهور كذبة أول نيسان. لكن ما جرى حدث فعلاً، ليشكّل سابقة هي الأولى من نوعها عالمياً ربما، وليس فقط مصرياً وعربياً.
ملايين المشاهدات حقّقتها مجتمعة نسخ عدّة من مقطع الفيديو الذي أصبح الأشهر على الإطلاق عبر يوتيوب خلال الأيام الثلاثة الأخيرة. يظهر المقطع صاحب «الفراعين» المحسوبة على نظام مبارك، وهو يأمر المذيعة رنا الدويك مقدمة برنامج «مباشر مصر»، بإنهاء حوارها مع المشاهدين واختتام الحلقة على الهواء مباشرة في سابقة لم تحدث قبلاً ربما في تاريخ البرامج المباشرة.
مدّة مقطع الفيديو لا تزيد على دقيقة، حيث تبدأ بالمذيعة وهي تحاور أحد المتصلين. الواضح من كلامه أنه من المؤمنين بنظرية المؤامرة والرافضين للتحركات السياسية الشبابية، لكنّ شيئاً ما في كلامه أغضب عكاشة، ليدخل بنفسه على الهواء مباشرة، ويعاتب المذيعة لأنّها لم تقطع الاتصال مع الرجل، قبل أن يزداد غضباً من أدائها ويأمرها بإنهاء الحلقة. لم تجد الدويك حلاً إلا الإطاعة، فودّعت المشاهدين. أثار المقطع عاصفة من الغضب ضدّ عكاشة، وموجة من التضامن مع المذيعة التي لم يكن أحد يعرف اسمها. وكانت المقدمة وغيرها من المذيعين الجدد قد انضموا إلى «الفراعين» قبل أيام، في إطار خطة تطوير المحطة التي تخصّصت خلال السنوات الثلاث الأخيرة في التشكيك بـ«ثورة يناير»، وتعرّضت للإغلاق مراراً بسبب التجاوزات التي تصدر عن عكاشة. التضامن الواسع مع الدويك لم يدفعها إلى الاستقالة. حين حاولنا التواصل معها، رفضت التصريح بموقفها بعد فعلة عكاشة، وما إذا كانت ستستمر في القناة أو ستبحث عن شاشة تجنّبها هذه المواقف مستقبلاً؟ ويبدو أنّ الدويك قرّرت استثمار الموقف لتحقيق شهرة تعوّضها عن الإهانة التي تعرّضت لها. رغم أن متابعيها على الفايسبوك عاتبوها لأنها لم تستقل على الهواء، إلا أنّها قررت الصمت حتى تتّخذ قراراً يفيد مشوارها المهني. وكانت الإعلامية قد بدأت مشوارها قبل ثلاثة أعوام فقط لدى تخرّجها في أكاديمية «أخبار اليوم»، والتحاقها بقناة «الحدث»، ومنها انتقلت إلى «الفراعين» التي يتحكّم توفيق عكاشة بمذيعيها عبر الهاتف وأمام الملايين.




الإنترنت وإسرائيل

في حلقة أوّل من أمس السبت من برنامج «مصر اليوم»، واصل توفيق عكاشة إطلاق التصريحات المثيرة للجدل والسخرية من كل الشؤون المصرية تقريباً. روى حواراً دار بينه وبين أحد أقاربه الذي لا يزال متمسكاً بالعادات القديمة. لهذا رفض الرجل إدخال الإنترنت إلى بيته، معتبراً وجود الإنترنت بمثابة جاسوس، ليعلّق عكاشة بأن الإنترنت هو فعلاً عين إسرائيل على العالم، فـ«من خلاله تراقب الدولة العبرية حركات سكان المعمورة وسكناتهم».