القاهرة | انفراد قناتي «أون. تي. في» و«سي. بي. سي» باللقاء الأوّل مع المرشّح الرئاسي عبد الفتاح السيسي ألقى بظلاله على اللقاء الذي جمعه بـ 20 إعلامياً أول من أمس السبت. من دون إعلان مُسبق، التقى المشير أكثر من 20 إعلامياً وإعلامية يمثّلون معظم القنوات الخاصة والحكومية في لقاء استمر أربع ساعات وفق إعلاميين حضروا اللقاء، وتحدّثوا لـ «الأخبار» عن تفاصيله.
جاء اللقاء بعد الإعلان عن موافقة السيسي على إجراء حوار تلفزيوني مع إبراهيم عيسى ولميس الحديدي يبث مساء اليوم على ontv و cbc (الأخبار 3/5/2014)، وهو الحوار الذي أثار غضب معظم الإعلاميين. كلّهم طالبوا بنصيب من حوارات السيسي التي سيجريها لغاية بداية الصمت الانتخابي مساء 23 أيار (مايو).
من جانبه، لم يمنح السيسي وعوداً قاطعة وكانت ردوده دبلوماسية. لكن ما تسرّب من الكواليس حول أداء بعض الإعلاميين عكس حجم المخاطر التي تحيق بالأداء الإعلامي المصري. طالبت الإعلاميات نائلة عمارة وأماني الخياط ورولا خرسا السيسي بأن تضع الدولة أجندة وطنية متجدّدة، يستعين بها الإعلاميون في اختيار القضايا التي يناقشونها في برامجهم وفق ظروف كل مرحلة. هذا الطرح رفضه المشير، وطالب بأن يتمّ تفعيل ميثاق الشرف الصحافي والإعلامي بالتعاون بين المؤسسات المهنية والدولة بهدف «الحدّ من الانفلات الإعلامي». الأمر لم يتوقّف عند هذا الحدّ. طالبت رولا خرسا المشير بأن يتوقف عن «تدليل» المحسوبين على «ثورة يناير»، واعتبار «ثورة يونيو» فقط الثورة الحقيقية. وقالت أماني الخياط إنّ إمارة دبي تقدّمت لأن شعبها لا يتكلّم في الدين أو السياسة. غير أنّ ردود السيسي جاءت دبلوماسية ولم ينجرف وراء تلك الدعوات المطالبة بفرض قيود على الإعلام أو المعادية لـ «ثورة 25 يناير».
لم تكشف حملة السيسي عن قائمة الإعلاميين الذين التقوا المشير، بل اكتفت بنشر مقتطفات من حديثه، ولم توافر صوراً واضحة المعالم. واجه المتابعون صعوبات في التعرّف إلى الحاضرين. وعلمت «الأخبار» أن ترشيح الصحافيين للقاء السيسي جاء عبر اختيار كل قناة اثنين من مذيعيها للمشاركة، باستثناء قناتي «التحرير» و«الفراعين» اللتين لم يمثّلهما أحد. وأدّت الطريقة التي اختير بها الإعلاميون إلى رفع الحرج عن الحملة. هكذا، غاب عن اللقاء أكثر الوجوه الإعلامية المستفزة لشباب «ثورة يناير» كعبد الرحيم علي، وأحمد موسى، ومصطفى بكري. وكان اللقاء الفرصة الأولى للكشف عن مشاركة عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار الأسبق في التلفزيون المصري إبان «ثورة يناير» في حملة السيسي. بعدما شاهده الإعلاميون هناك، اضطر المناوي لتأكيد أنه متطوّع في الحملة ولا يحمل صفة رسمية.
من جهة أخرى، علمت «الأخبار» أنّ حوار السيسي اليوم سيتم تسجيله ومنتجته بعلمٍ من حملة المشير التي طلبت من لميس الحديدي وابراهيم عيسى عدم التصريح بمضمون الحوار قبل بثّه مساء اليوم (22:00 بتوقيت بيروت).