القاهرة | «كل الناس بتحبّ القمر، لكن القمر بيحبّ مين»؟ عبارة مصرية شهيرة قد تنطبق على الجدل الدائر حول لقاءات المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي التلفزيونية مع انطلاق الدعاية الانتخابية رسمياً اليوم السبت. طبعاً، تريد كل القنوات الحكومية والخاصة الحصول على لقاء تلفزيوني مع السيسي، لكن حملة المشير (شعارها «تحيا مصر») لا تزال تنفرد، ربما من بين كل الحملات الرئاسية حول العالم، بأنها تقدّم الكمّ الأقل من المعلومات.
إذاً كل الشاشات تريد محاورة المرشّح للرئاسة، لكن لا أحد يعرف على وجه الدقة القنوات التي ستحظى فعلاً بفرصة الحوار.
كانت بداية الجدل مع إعلان الحملة أنّ السيسي لن يتمكّن من قبول دعوات الحوار المقدّمة من القنوات المصرية الرئيسة (10 محطات على الأقل إلى جانب التلفزيون الحكومي)، وأن اللقاءات ستكون جماعية. كذلك فإنّه لن يذهب كباقي المرشحين إلى «مدينة الإنتاج الإعلامي»، بل ستذهب الكاميرا والمذيعون إلى مقرّ حملته في ضاحية التجمّع الخامس الراقية في القاهرة، لاعتبارات أمنية بكل تأكيد، وأيضاً اللقاءات لن تُعرض على الهواء مباشرة، من دون الإفصاح عمّا إذا كانت الأسباب فنية أو لأنّ هناك من سيراجع كل كلمة يقولها المشير كمرشح رئاسي قبل أن تصل إلى آذان الشعب.
بيع سعر ثانية
الإعلان بحوالى 1450 دولاراً أميركياً

لكن فور الإعلان عن فوز إبراهيم عيسى (ontv) ولميس الحديدي (cbc) بالحوار الأول، قامت الدنيا في سوق الفضائيات، علماً بأنّه يُفترض أن يُبثّ الحوار المسجّل مساء غد الأحد، وسط تكهّنات عن تأجيله إلى مساء الاثنين المقبل، لكن لا شيء مؤكّد حتى الآن. وأعلن الوكلاء الإعلانيون للمحطتين عن بيع سعر ثانية الإعلان بما يعادل 10 الآف جنيه مصري (حوالى 1450 دولاراً أميركياً)، على أن يوزّع المدخول مناصفة بين ontv وcbc. وسط ذلك، راحت القنوات الباقية، وكلّها منحازة إلى السيسي منذ البداية، تسأل عن نصيبها في الكعكة الإعلانية والانفراد الإعلامي، خصوصاً أنّ حملة السيسي لا توفّر أخباراً وانفرادات، ولا تقدّم الكثير للإعلام منذ فتح باب الترشّح.
وتفيد التسريبات بأنّ اللقاء الإعلامي الثاني للسيسي سيجمع «التلفزيون المصري» وقناة «الحياة»، واللقاء الثالث سيجمع «دريم» وقناة «النهار». لكن تلك المعلومات عرضة للتبديل والتغيير كل يوم تقريباً، بسبب استمرار سياسة الحملة التي تنتظر اللحظات الأخيرة لإعلان الخبر الأكيد، تماماً كما فعل السيسي عندما انتظر طويلاً حتى يعلن رسمياً ترشحه للرئاسة. وتبذل باقي القنوات الخاصة جهوداً للحصول على حقّ الحوار مع السيسي، ويحاول الوسطاء بلوغ حلول ترضي الأطراف، قد تصل إلى إجراء الحوارات مع 3 أو 4 قنوات معاً، أو منح هذه المحطة أو تلك انفراداً عبر اتصال هاتفي مع المشير للكشف عن خبر جديد. لكن كل ذلك يتوقّف على مدى سخونة المنافسة بينه وبين صباحي: هل سيحتاج السيسي إلى تكثيف الظهور الإعلامي للردّ على حملات الهجوم المتوقعة ضده أم أنّه سيلتزم سياسة الصمت والتعامل باعتبار الفوز محسوماً له بالفعل؟ وهو ما ينطبق أيضاً على رفض الحملة التام المناظرة التلفزيونية التي يطلبها صباحي منذ انطلاق السباق.