أبوظبي | يعلن الليلة في أبوظبي اسم الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية «بوكر» لدورة 2014 من بين ستّة كتاب هم: خالد خليفة، أحمد سعداوي، يوسف فاضل، إنعام كجه جي، عبد الرحيم لحبيبي وأحمد مراد (راجع المقالات أعلاه). الملفت أنّ اثنين من المتنافسين ظهرا في القائمة القصيرة قبلاً هما خالد خليفة عن روايته «مديح الكراهية (دورة 2008) وانعام كجه جي عن «الحفيدة الامريكية» (دورة 2009).
منذ إطلاقها في نيسان (أبريل) 2007، لا تزال هذه الجائزة الأكثر اثارةً للجدل في العالم العربي، ليس فقط بسبب المبلغ الذي يناله الفائز (50 الف دولار أميركي ـ فيما ينال كلّ من تضمّهم القائمة القصيرة 10 آلاف دولار) لكن أيضاً بسبب فرص القراءة التي يحظى بها في العالم العربي، فضلاً عن فرص الترجمة التي تمثل همّاً أساسياً من هموم الجائزة. وما زاد الجدل هذا العام أنّ لجنة التحكيم التي يترأسها الأكاديمي السعودي سعد البازعي أبدت انحيازاً واضحاً لاسماء الروائيين الشباب، خصوصاً المصري أحمد مراد، والعراقي أحمد سعداوي على حساب استبعاد أسماء مهمة ظهرت في اللائحة الطويلة كابراهيم عبد المجيد، وابراهيم نصر الله، وواسيني الأعرج. وأكّدت حضور الأسماء التي قدمتها تحت الصفة الروائية مثل خليفة وإنعام كجه جي.
في المقابل، دفعت اللجنة أثماناً باهظة جراء هذا الانحياز للشباب. قوبل اختيارها لرواية «الفيل الارزق» لأحمد مراد بعاصفة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي. اعتبر البعض أنّ هذا الخيار يكرّس لأدب الـ «بيست سيلرز» من دون اعتبارات لمعايير القيمة الجمالية. وبدا واضحاً أنّه باختيارها اثنين من العراق واثنين من المغرب الى جانب كاتب من مصر وآخر من سوريا، أرادت اللجنة أن تنفي عن نفسها تماماً صفة المناطقية والتقسيم الجغرافي.
أكثر ما يلفت النظر هذا العام أنّ كبار روائيي العالم العربي توقفوا عن انتقاد الجائزة التي باتت مكرسة بالفعل، وقادرة على تغيير معايير توزيع الروايات الأدبية، وانتشارها عربياً. هذا العام، تنافست 156 رواية، فاختير منها 6 للقائمة القصيرة من بين 18 دولة عربية. هذا ما يؤكد أنّ الجائزة صارت بلا منازع «مفرزة لنجوم الكتابة» على صعيد المبيعات. «تهمة» لا تنكرها الجائزة التي كثيراً ما وصفت نفسها بـ«جائزة القراء» والناشرين. يصعّب هذا الوصف من مهمة التنبؤ باسم الفائز هذا المساء. في حين تتركز ترجيحات القراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي على فرص خالد خليفة، وإنعام كجه جي، وأحمد سعداوي، يخشى آخرون أن تواصل اللجنة دعمها لـ «الفيل الأرزق» لأحمد مراد. ويأمل المغاربة أن تذهب الجائزة للمغرب ثانية بحيث يفوز يوسف فاضل أو عبد الرحيم لحبيبي. احتمال قائم رغم أنّ الاعلام العربي لم يركز على الاسمين في المراجعات التي قدمت للروايات المتنافسة. وهذه شكوى محقّة تصدر دوماً عن كتّاب المغرب العربي الذين يأملون في إنصاف متأخر من الجائزة التي ذهبت مرة وحيدة لكاتب مغربي مكرس هو محمد الأشعري عن «القوس والفراشة» (الأخبار 12/3/2011)، وقد فاز بها مناصفة قبل عامين مع السعودية رجاء عالم.
ويبدو أنّ من يراهنون على فرص خليفة وكجه جي وسعداوي في الفوز، يستندون الى الملاحظات التي صدرت عن لجنة التحكيم عند إعلان القائمة القصيرة من حيث تأكيد طغيان السياسة في الأعمال المتنافسة، إذ لفتت الى «طغيان المشكلات السياسية والاجتماعية التي يعيشها الوطن العربي على الأعمال المرشحة». طغيان انعكس على خيارات اللجنة الأولى، إلا أنّ لا أحد يعلم ما إذا كان الاعضاء على استعداد للمضي حتى آخر الشوط أم سيتراجعون أمام خيارات التجريب الفني والجمالي التي تتحقق في بقية الأعمال. تضم لجنة التحكيم العراقي عبد الله إبراهيم، والتركي محمد حقي صوتشين الذي أعطى موافقته عبر «سكايب» لوجوده في المستشفى، والليبي أحمد الفيتوري، والناقدة المغربية زهور كرّام.