ليس خافياً على أحد أنّ مواقع التواصل الاجتماعي تنصّب نفسها «حارساً» للكيان الصهيوني، في ظلّ إمعانها في تطبيق سياسة التعتيم على جرائمه وتكميم أفواه منتقديه. في هذا السياق، تعرّضت «الراحل الكبير» لموقف يندرج ضمن هذه الخانة. يوم الأحد الماضي، نشرت الفرقة المعروفة بأعمالها الساخرة وتلك الخفيفة التي تدور في فلك النقد السياسي، أغنية جديدة على يوتيوب والسوشال ميديا بعنوان «قوم خد لك شقلة»، تحاكي الأحداث الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلّة.[اشترك في قناة ‫«الأخبار» على يوتيوب]
لكن بعد أقل من ساعتين على إزاحة الستار عنها، حذف يوتيوب الأغنية وأبلغ الفرقة أنّ محتواها «غير مناسب». لكن الفرقة المؤلّفة من خالد صبيح وساندي شمعون وعبد قبيسي وعلي الحوت وأحمد الخطيب وسماح أبي المنى والراحل عماد حشيشو، تواصلت مع الموقع لاستيضاح الأمر، ليتبيّن أنّ الأمر يعود إلى «الاشتباه في ما قد يكون دعماً لمنظّمات إرهابية»، وفق بيان صادر عن «الراحل الكبير». غير أنّ الأخيرة ردّت بالقول إنّ اتهام الفرقة التي اشتهرت بأغانيها الساخرة من تنظيم الدولة الإسلامية والتشدّد الديني والاستبداد السياسي في العالم العربي، هو بحدّ ذاته مسألة مثيرة للسخرية، وأنّ محتوى الأغنية «من حيث الكلام والمشاهد المصوّرة يخلو من أي دعوة للعنف أو الكراهية، بل يستعرض بشكل ساخر ممارسات الاحتلال التي يندّد بها القانون الدولي والأمم المتحدة، في الوقت الذي تعمل فيه جهات وأصوات في المنطقة على تلميع تاريخه وإلقاء اللوم على الضحيّة».
وفي ضوء هذا الردّ، رفع يوتيوب الحجب في 24 أيار (مايو) الحالي، لتصبح الأغنية متوافرة مجدداً عبره. لكن الفرقة شدّدت على أنّها لم تتبلّغ أي شيء في هذا الخصوص، معربةً عن أملها في أن يكون ما جرى «خطأ تقنياً تداركه المسؤولون عن تقييم المحتوى في يوتيوب، وليس محاولة لتلقيننا عظة في الأخلاق والقيم الإنسانية نرفض أن نتلقّاها»، وشاكرةً «كل مَنْ تضامن وعرض المساعدة لحلّ هذه المشكلة».