منذ أن وُضع الكوكب كلّه تحت الحجر العام الماضي، بدأت «مؤسسة الفيلم الفلسطيني» مشروعاً بنشر فيلم فلسطيني كل أسبوع على موقعها الإلكتروني بهدف تعريف المشاهد العربي إلى الإنتاجات التي لا تتاح له رؤيتها، إلا في المهرجانات وبعض المناسبات. وسط الظروف الحالية التي تعيشها غزة، والانتفاضة الشاملة التي تغطّي فلسطين التاريخية، اخترنا لكم أعمالاً متوافرة على موقع المؤسسة التي تعرّف عن نفسها بأنّها «متجذّرة في تقاليد السينما الملتزمة وتاريخ الممارسات السينمائية المستقلة كأداة للتغيير الاجتماعي». أفلام تنقل يوميّات المخيمات المحرومة من الهواء والبحر والأمل، والممارسات الصهيونية المتغطرسة، والتطهير العرقي الذي تواظب عليه الآلة الاستعمارية، والحصار المفروض على كل خلية من خلايا الفلسطيني. واقع قاسٍ وظالم استمرّ طويلاً بتواطؤ «الديمقراطيات» الغربية. لكنّ فلسطين تنتفض أخيراً. فلسطين غسان كنفاني وناجي العلي وصولاً إلى باسل الأعرج تنادي بكامل شرايينها: «لا تمت قبل أن تكون ندّاً»!
لمشاهدة الأفلام: www.palestinefilminstitute.org/ar/pfp

«نعيم ووديعة» (وثائقي ـ 2000 – 20 د.)
نجوى نجار



تعيدنا المخرجة الفلسطينية نجوى نجار («بين الجنة والأرض»/ 2019) إلى يافا قبل عام 1948، لتقصّ علينا قصة جدها وجدتها من خلال حياتهما الاجتماعية والمهنية في فلسطين قبل النكبة. تعتمد المخرجة على صور ومشاهد من الأرشيف لتدعم بها فيلمها الوثائقي القصير. ومع الصور أحاديث بنات نعيم ووديعة اللواتي يسردن القصة ويروين حياة المدينة التي تهجّرن منها وتأثير النكبة على العائلة كلها.

«بلا سقف» (روائي ـ 2019 – 13 د.)
سينا سليمي



غزة تحت القصف وامرأة تحضّر وجبة الإفطار لأسرتها في شهر رمضان. يتوقف الزمن لديها عندما تتلقّى مكالمة من «جيش الدفاع» الإسرائيلي تحذرها بأنّ المنزل سيتم قصفه بعد عشر دقائق. في الوقت المتبقي، تحاول المرأة لملمة حياتها وأسرتها وماضيها وحاضرها.

«حجر سليمان» (روائي ـ 2015 – 26 دقيقة)
رمزي مقدسي



بفيلم مقتبس عن رواية «الضوء الأزرق» للشاعر والكاتب الفلسطيني الراحل حسين البرغوثي (1954 ــــ 2002)، يسرد المخرج رمزي مقدسي قصة حسين (رمزي مقدسي) الشاب الفلسطيني الذي يتلقّى رسالة من مكتب البريد الإسرائيلي للمثول شخصياً لتسلّم طرد. ولتسلّمه، ينبغي له أن يدفع عشرين ألف دولار أميركي. يدفعه الفضول لمعرفة ما يحتويه الطرد إلى بيع بيته. يقول المخرج عن الفيلم: «قرأت قصة البرغوثي المكتوبة عام 1985، والقصة التي وصفها أصبحت واقعنا. أردت أيضاً أن أصور المفارقة المزعجة لنضالنا من أجل الوجود الفلسطيني».

«أمبيانس» (فيلم تجريبي ـ 2019 – 15 د.)
وسام الجعفري



ببساطة وبدراما ساخرة عبثية، ينقلنا المخرج الفلسطيني وسام الجعفري، في فيلمه القصير الذي حاز جائزة «سينيفونديشن» في «مهرجان كانّ»، إلى مخيم الدهيشة بالقرب من مدينة بيت لحم. قصة شابين يحاولان تسجيل الموسيقى داخل المخيم للاشتراك في مسابقة، إن نجحا فيها، فسيحصلان على فرصة صنع ألبوم موسيقي. بداية، لا تسير الأمور حسب المتوقّع بسبب الفوضى والضوضاء والمشاكل في المخيم. تقف محاولات التسجيل بسبب ثرثرة الجيران والعشاق والأطفال والغارات الإسرائيلية اليومية. ينتهي الأمر بهما إلى الانطلاق بفكرة تسجيل أصوات المخيم بدلاً من موسيقاهما. لغة الفيلم السينمائية قريبة من لغة المخرج إيليا سليمان، حيث يراقب الشابان حياتهما في المخيم، وتتحول الأصوات إلى شخصية رئيسية ثالثة. ينقل الجعفري حياته الخاصة في المخيم إلى الشاشة الكبيرة ويقول «أحاول تصوير حياتي في هذا المكان حيث يتم حشر 15 ألف شخص في كيلومتر مربع واحد». يستند الفيلم إلى قصص حقيقية في المخيم والأحداث التي حصلت أثناء تصوير الفيلم.

«فراولة» (روائي ـ 2017 – 17 د.)
عايدة كنعان



لم ير سمير، بائع الأحذية من رام الله والبالغ 43 عاماً، البحر أبداً. لذلك يقرر أن يذهب بالتهريب مع عمال بناء لتحقيق حلمه برؤية البحر. ولكنّ المطاف ينتهي به في مكان آخر، وعلى الرغم من ذلك، لا يتخلى سمير عن حلمه.

«حكاية الجواهر الثلاث» (روائي ـ 1995)
ميشيل خليفي (يعرض من 20 إلى 26 أيار/مايو)



«حكاية الجواهر الثلاث» هو أول فيلم يصوره المخرج الفلسطيني ميشيل خليفة (1950 ـــ صاحب «عرس الجليل»، «الزواج المختلط في الأراضي المقدسة»، «الذاكرة الخصبة») بكامله داخل قطاع غزة في بداية عام 1994. يومها، كانت غزة لا تزال تقبع تحت الاحتلال الإسرائيلي المباشر. يحكي لنا خليفة قصة الصبي يوسف الذي يعيش في عالم وواقع صعبيْن، ولكنه يسافر بخياله من دون حواجز. نقل خليفة في الفيلم الحكاية الخرافية إلى واقع قطاع غزة، مع يوسف الذي يعيش خلال الانتفاضة الأولى مع والدته وأخته. والده مسجون منذ سنوات وأخوه مطارد من «الوحدات الخاصة الإسرائيلية». العنف يطغى على حياته وحياة الأهالي في القطاع المكبلين بقيود الاحتلال. ليس ليوسف إلا اللجوء للخيال والعصافير والهرب كلما أتيحت له الفرصة من المخيم إلى البراري والشواطئ. خلال بحثه عن الطيور في أحد الأيام، يقع يوسف في حب غجرية ساحرة من عمره، تضعه أمام تحدّ: تعده الفتاة بأنها ستتزوجه عندما يكبر فقط إذا استطاع أن يسترد ثلاث مجوهرات مفقودة من عقد جدتها. ينطلق يوسف بعدها في مغامرة لكسب حب الفتاة. الزمان والمكان والجسد هي الأبعاد الثلاثة في فيلم خليفة حيث يختلط الواقع القاسي بالحلم وتخيلات الفتى. «حكاية الجواهر الثلاث» ينقل الفقر والعنف والسجن والإمكانات المحدودة واليأس في غزة. ينقل المخرج القصة بطريقة تشبه الحلم. فيلم حزين مع فسحة من الأمل يخبرنا فيه خليفة بضرورة إعادة حق أطفال غزة بالحلم واللعب.



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا