«على مدار تجربته الإبداعية التي تغطي حوالى ستة عقود من الزمن، يسعى الكاتب والقاصّ والروائي الفلسطيني محمود شقير (مواليد 1941) إلى التعبير عن مكابداته كفلسطيني، تعصف به محاولات مستمرة لمحو هويته واستلاب وجوده وأرضه والمكان الذي ولد فيه وعاش وتكوَّن وجدانيّاً وثقافيّاً.

من هذا الجرح العميق، الذي انفتح في وجدانه منذ كان في السابعة من عمره عند سقوط فلسطين وقيام دولة إسرائيل عام 1948، تتشكَّل حكاياته وقصصه وأمثولاته التي نعثر عليها في مجموعاته القصصية ورواياته ومرويَّاته عن مدينة القدس، التي لا تبعد سوى بضعة أميال عن قريته «جبل المكبّر» التي نجت من الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 لتقع فريسة هذا الاحتلال عام 1967. وعلى الرغم من مشاغل العيش والحياة اليومية، والعمل السياسي والحزبي، والانتماء إلى اليسار وحركة المقاومة الفلسطينية، الذي كلّفه بضع سنوات من حياته إذ اعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعد عام 1967 ثمَّ أبعدته إلى خارج القدس، قبل أن يعود إليها بعد اتفاق أوسلو، إلا أن ما أنجزه شقير، في القصة القصيرة أولاً، ثمَّ في الرواية والكتابة للأطفال، يجعله واحداً من الأعلام الأساسيين في السرد الفلسطيني». هكذا يصف الكاتب فخري صالح تجربة الكاتب الفلسطيني محمود شقير في مقاله الذي يرد مع مساهمات أخرى ضمن ملف بعنوان «أن تكتب القدس». إذ خصّص العدد الجديد (70 ـــ ربيع 2021) من مجلة «بانيبال» ـــ التي تهدف إلى تعزيز مكانة الأدب العربي بترجمته إلى الإنكليزية ــــ ملفاً خاصاً عن الكاتب الفلسطيني المقدسي محمود شقير، تضمّن ترجمات للعديد من قصصه القصيرة، وقصصه القصيرة جداً، بالإضافة إلى فصل من روايته الأخيرة «ظلال العائلة». كما ضمّ الملف شهادات عن تجربته الإبداعية، ومراجعات لبعض أعماله الصادرة بالإنكليزية. علماً أنّه شارك في الملف كتابةً وترجمةً كلّ من: عايدة فحماوي وتد، فخري صالح، سميرة قعوار، جوناثان رايت، هانا سومرڤيل، فايز غازي، پول ستاركي، إبراهيم نصرالله، سوزانا طربوش، ميادة إبراهيم، كارين مكنيل وميلاد فايزة.
إلى جانب الملف الراهن عن القدس، من خلال تجربة محمود شقير، ضمّ العدد الجديد أيضاً فصلاً من رواية «النوم في حقل الكرز» للكاتب العراقي أزهر جرجيس (ترجمة جوناثان رايت)، وقصة قصيرة «دراجة تعيد الرفيق القديم للحزب» للكاتب المصري حسن عبد الموجود (ترجمة رافائيل كوهين)، وفصلاً من رواية خالد خليفة «لم يصلِّ عليهم أحد» (ترجمة ليري پرايس)، ومقابلة طويلة مع الكاتبة اللبنانية علوية صبح أجرتها معها كاتيا الطويل، مع ترجمة ثلاثة فصول من روايتها الأخيرة «أن تعشق الحياة» قامت بترجمتها نانسي روبرتس.
واستضافت المجلة في زاوية «الأدب الضيف« الشاعر الجبلطارقي ترينو كروز. علماً أنّ غلاف المجلة الذي تضمّن بورتريهاً للكاتب محمود شقير، هو من توقيع الفنان العراقي ستار كاووش.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا