حافظ البرغوثي على مسافة نقديّة من السلطات الثقافية والسياسية، كما كان من أشد المعارضين لاتفاقية «أوسلو». مسافة نقدية تشاركها مع عدد من المثقفين الفلسطينيين من أصدقائه مثل ناجي العلي الذي تعرّف إليه البرغوثي في أواخر الستينيات لتجمعهما صداقة متينة، حتى تاريخ اغتياله في لندن عام 1987. وقد استحضره في رواية «رأيت رام الله» مستعيداً فصولاً من هذه الصداقة. كما رثاه شعراً بقصيدة «أكله الذئب» التي استمدّ عنوانها من إحدى رسومات العلي جاء فيها «يمضي إلى موته صامتاً عارفاً، وقفنا على قبره مائلينَ، وفي قبرهِ كان ناجي العلي واقفاً». جمعت مريد البرغوثي أيضاً علاقة مع الكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني، حيث تعرّفا في بيروت المدينة التي اغتيل فيها الأخير على يد الموساد الإسرائيلي سنة 1972، وقد رثاه البرغوثي أيضاً في قصيدة «فلسطيني في الشمس». تشارك البرغوثي مع إدوارد سعيد تجربة المنفى والعودة إلى البلاد بعد سنوات من التهجير. تجربة كتب عنها سعيد في مقدّمته لرواية «رأيت رام الله» قائلاً: «هذا النص المحكم، المشحون بغنائية مكثفة، الذي يروي قصة العودة بعد سنوات النفي الطويلة إلى رام الله في الضفة الغربية في سبتمبر/أيلول 1996 هو واحد من أرفع أشكال كتابة التجربة الوجودية للشتات الفلسطيني التي نمتلكها الآن (...) أما وقد قمت بنفسي برحلة مشابهة إلى القدس (بعد غياب 45 سنة)، فإنني أعرف تماماً هذا المزيج من المشاعر حيث تختلط السعادة بالأسف، والحزن والدهشة والسخط والأحاسيس الأخرى التي تصاحب مثل هذه العودة».
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا