مهنة الكابتن جيفرسون كايل كيد (توم هانكس) في «أخبار العالم» (2020) تحمل شيئاً من الشاعرية. المحارب الكونفدرالي المخضرم، يحمل الصحف ويسافر عبر الولايات الجنوبية بعد فترة وجيزة من نهاية الحرب الأهلية الأميركية، لقراءة الأحداث المهمة أو غير المهمة من الشمال الشرقي المكروه. راعي بقر، لا يريد فقط إعلام الناس بالأخبار، بل منح جمهوره في كل بلدة القليل من المرح لإلهائهم عن الحياة القاسية في الغرب المتوحّش. ليست لديه أجندة سياسية، ويبدو أنّه بلا هدف في الحياة. وبالطبع، هو ليس شخصاً سيئاً (لا يمكن لتوم هانكس أن يكون شريراً!). عندما، يجد الفتاة الصغيرة جوهانا (هيلانا زينغل) البيضاء الشقراء، ابنة مهاجرين ألمانيين، ترتدي ملابس السكان الأصليين والتي نشأت على يد قبيلة من قبائل السكان الأصليين، يُطلب منه أخذها إلى أقرب أقربائها الأحياء. على مضض، يتحمّل المسؤولية. تبدأ هذه الرحلة بين الاثنين، وسرعان ما تتحول إلى ملحمة مليئة بالمخاطر المميتة. ينقذ القبطان والفتاة حياة بعضهما البعض، مراراً وتكراراً، ويتعلم كل منهما الكثير من الآخر.نحن نعرف صيغة «رجل عجوز وفتاة صغيرة في الغرب المتوحّش» في أفلام كثيرة، والفيلم في الواقع مليء بالتقليدية، لا يأتي بأي إيجابية، ركيك، وقابل للتنبؤ. لم يحاول المخرج الإنكليزي بول غرينغراس، إلقاء الضوء بعمق أكبر على عناصر القصة، بل قدّم شريطاً من ساعتين بعناصر مألوفة لفيلم طريق غربي. نتجت عنه قصة رجل طيب وطفلة وعدد من الأشرار والكثير من الحوارات المسموعة دائماً في معظم أفلام الغرب الهوليوودية «المستوطنون يقتلون السكان الأصليين من أجل أراضيهم، ويقتل السكان الأصليون المستوطنين الذين أخذوا أراضيهم منهم».
الدور الرئيس يناسب صورة توم هانكس، إلى درجة أن الفيلم قد يكون محاكاة ساخرة عن حياة الممثل السينمائية. يلبي توم هانكس نمطية الشخصية، ولكن ليس في فيلم «ويسترن» (للمرة الأولى، يمثل توم هانكس في هذا النوع من الأفلام). الشخصية فيها الكثير من النبل والإنسانية والفضيلة اللامحدودة، يعتمد عليها هانكس كالعادة، مع جرعة إضافية من الكآبة. لا يحدث في الفيلم أكثر أو أقلّ مما يمكن لأي مشاهد تخيله بناءً على الدقائق الخمس الأولى، لذلك يصبح من الصعب الانخراط عاطفياً في رحلتهما.
لا يرتقي ليكون في مصاف الأعمال التي تعوّدنا عليها مع كلينت إيستوود وجون واين وجون فورد


يفضح الفيلم عدم خبرة المخرج في هذا النوع من الأفلام، هو الذي اشتهر بسلسلة «العميل جيسن بورن» وغيرها من أفلام «الحركة» بطريقة جيدة. يتوافق الفيلم مع النمط المعروف، هو غربي مرة أخرى لا يأخذ سوى منظور الرجل الأبيض، والشيء الوحيد الذي نتعلمه عن ثقافة السكان الأصليين يتم نقله أيضاً من خلال فتاة ألمانية نشأت بمحض المصادفة مع السكان الأصليين. «أخبار العالم» ضائع بين النوع الغربي والدراما، ولا يرتقي ليكون فيلماً من نوع الويسترن الذي تعوّدنا عليه والذي نحب مثل أعمال كلينت إيستوود وجون واين وجون فورد وسيرجيو ليوني وسام بيكنباه.

* News of the World على نتفليكس

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا