غزة | مع ازدياد تأثير الدعوات المناهضة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، تُمعن السلطة الفلسطينية في إسكات هذه الأصوات. أول من أمس، واجهت السلطة من رفعوا راية مناهضة التطبيع الثقافي أمام «مسرح القصبة» (رام الله) بالضرب المبرح واعتقلت أربعة منهم، قبل أن تتهمهم بـ«إثارة الشغب وتهديد الأمن القومي»، على خلفية احتجاجهم السلمي على إحياء الفرقة الهندية kathak عرضاً فنياً في رام الله بعدما قدمت العرض نفسه في تل أبيب الخميس الماضي.
لم تقف المسألة عند هذا الحد. أحالت السلطة زيد الشعيبي، وعبود حمايل، وفجر حرب، وفادي القرعان، على النيابة العامة، ومن ثم على المحكمة. هكذا، لم يرَ المسؤولون في استقبال الفرق الفنية المطبّعة مع العدو مشكلة، بل اعتبروا من ناشدوا دائرة الثقافة في «منظمة التحرير الفلسطينية» لإلغاء العرض مجرمين يستحقون العقاب.
وكانت وزارة الثقافة الفلسطينية قد استجابت لنداءات «حملة المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل»، و«الحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها وسحب الاستثمارات منها» (BDS) بضرورة إلغاء العرض، قبل أن تتراجع جرّاء ضغوط سياسية من قبل أطراف نافذة.
وتعليقاً على خبر الاعتقال، وجّهت مجموعة من النشطاء الشباب، رسالة مفادها أنّ هذه الخطوة «تُعتبر تعسّفيّة وسياسية بامتياز، وتحدّ من الحقوق الأساسية للشباب الفلسطيني في التعبير، وتندرج ضمن سياسة تكميم الأفواه وتكبيلها»، داعين المؤسسات الحقوقية إلى «اتخاذ موقف صارم إزاء هذه السابقة القضائية».