القاهرة | جاء بيان «المجلس القومي للطفولة والأمومة» المناهض لفيلم «حلاوة روح» أول من أمس، ليؤكد لبعض المصريين على صوابية قرار رئيس «الرقابة على المصنّفات الفنية» أحمد عواض بعرض الفيلم تحت لافتة «للكبار فقط». لم يكن هذا القرار مبالغاً فيه كما قال بعضهم، وهو ما يفسّر فشل محاولات منتج الفيلم محمد السبكي في إقناع الرقابة بالتراجع عن هذا القرار.بحسب القانون، فإن أي فيلم يصنَّف في الصالات المصرية تحت لافتة «للكبار فقط»، لا يمكن مشاهدته لمن هم دون الـ 16 عاماًَ، أي إنّ الموظفين في السينما يقومون بتفقّد هوية كل متفرج شاب للتأكد من كونه فوق السن القانونية، ما يمنع دخول العائلات لمشاهدة الشريط، ويؤدي بالتالي إلى تراجع الإيرادات المتوقعة إلى النصف تقريباً.
وكانت الرقابة المصرية رأت أنّ الفيلم الذي تؤدي بطولته هيفا وهبي يحوي «مواقف وألفاظاً لا يصحّ أن يراها الأطفال». لكنّ «المجلس القومي للطفولة والأمومة» شاهد الشريط من منظور مختلف.

في بيان أصدره أول من أمس، اعتبر المجلس أنّ ما يجري في الفيلم لا يصح أن يشارك فيه الأطفال أصلاً في إشارة إلى الممثل كريم الأبنودي (14 سنة) المغرم بهيفا أو «روح» في الفيلم الذي سيعرض عاجلاً أم آجلاً على التلفزيون. كذلك أورد البيان أنّ الألفاظ والسلوكيات التي تظهر عند الأطفال الذين يشاركون في الشريط «تعرّض أخلاق الاطفال وقيمهم للخطر» في ما يخالف قانون الطفل رقم 126 الصادر عام 2008.
من جانبها، انتقدت الأمين العام للمجلس عزة العشماوي ظهور هيفا وهبي في دعاية الفيلم وهي ترتدي فستاناً مثيراً ثم تتوقّف لتخرج سيجارة من حقيبتها، فيتهافت كلّ رجال الحارة الشعبية لاشعال السيجارة مع ظهور طفل في المشهد ينظر إليها بلهفة. كما يركز إعلان الفيلم على مشهد اغتصاب هيفا من قبل محمد لطفي. وطالبت العشماوي «الرقابة على المصنفات الفنية» بتوخي الحذر عند اجازة سيناريو أي فيلم خصوصاً أنّ فيلم هيفا «يحتوي على ألفاظ كثيرة وردت غالبيتها على لسان أطفال».
و أكّدت أنّ وجود لافتة «للكبار فقط» على الفيلم لا يكفي لأنّه «يمثل خطورة أخلاقية على كل من هم فوق الـ 18 عاماً، ويؤثر على قيمهم وتنشئتهم بما ينعكس سلباً على الأخلاق العامة».
ومن المرجّح أن تؤدي حملة الهجوم الشديد على الشريط من المهتمين بقضايا الطفل ومن النقاد على حد سواء، إلى تراجع الاهتمام بمشاهدته، خصوصاً أنّ الأعداد الأولى من الجمهور التي تابعت الفيلم في عرضه الأول، لم تخرج من الصالات راضية. كثيرون وصفوا «حلاوة روح» بأنه «مش فيلم أصلاً» بحسب التعبير المصري الشائع عند الغضب من هذا النوع من الأفلام. كما شنّ النقاد هجوماً عنيفاً على العمل، خصوصاً طارق الشناوي ورامي عبد الرازق. وجاءت الملاسنة بين المنتج محمد السبكي، ومسؤولي غرفة صناعة السينما حول ايرادات الفيلم، لتؤكد على المأزق الذي سقط فيه صنّاع «حلاوة روح» وانهيار توقعاتهم بأنّ اسم هيفا وهبي ودعاية الفيلم سيحقّقان ملايين الجنيهات أياً كان مستواه، علماً أنّ غرفة صناعة السينما اتهمت السبكي بالإعلان عن ايرادات غير صحيحة للفيلم الذي حقّق بالكاد مليون جنيه (142 ألف دولار) في الأسبوع الأول من طرحه في الصالات المصرية.