الجزائر | قسنطينة التي يفوق عمرها ألف سنة، عاصمة نوميديا الشاهدة على مولد أب الإصلاح الجزائري الإمام عبد الحميد بن باديس إبان الاحتلال الفرنسي للبلاد، اختارتها منظمة الـ«اليسكو» منذ 2012 كـ «عاصمة للثقافة العربية لعام 2015». الحدث الذي يتفق أهل المدينة على أهميته، يعدّ انتعاشاً حقيقياً لعاصمة الشرق الجزائري، إذ سيسمح بتعزيز مختلف منشآتها الثقافية. منذ الإعلان عن التظاهرة في كانون الأول (ديسمبر) 2012، والأشغال تجري على قدم وساق في مدينة عنيدة كالصخر.تحولت الولاية إلى ورشة للبناء، مدفوعةً بهاجس الانتهاء من الأشغال في موعدها المحدد، خصوصاً بعدما أعلنت وزيرة الثقافة خليدة تومي عن سلسلة تدابير من أجل «تدارك التأخر» المسجّل في إنجاز المشاريع الثقافية الجديدة المدرجة ضمن فعاليات «قسنطينة عاصمة للثقافة العربية». ورشات ضخمة منتشرة في كل مكان، تتقدّمها أشغال الجسر الذي يتوسط المدينة. الجسر سيكون الأضخم لأنّه سيحقق الاستثناء، خصوصاً أن قسنطينة هي مدينة الجسور المعلقة.

وكانت خليدة تومي أعلنت في زيارة إلى قسنطينة أنّ لقاء ثانياً سيجمعها بالفنانين والمجتمع المدني هناك من أجل ضبط البرنامج النهائي لتظاهرة «قسنطينة عاصمة للثقافة العربية...».
مشاريع ثقافية وفنية للاستعداد للتظاهرة التي تقام عام 2015
وأوضحت أنّ «هذا اللقاء سيضم مجموع الفاعلين على الساحة الثقافية القسنطينية، وسيسمح بضبط البرنامج النهائي للتظاهرات المزمع تنظيمها في مناسبة هذا الحدث الضخم». برنامج الحدث يضم احتفالات في مجالات المسرح والموسيقى والكتاب... ويتضمّن إعادة تأهيل الصالات السينمائية في قسنطينة وهي «أ. بي. سي» و«روايال» والـ «أولمبيا» و«فيرساي» في عين السمارة، وفي المدينة الجديدة «ماسينيسا» أو «الخروب». وستستقبل نصف هذه الصالات الجمهور عند افتتاح التظاهرة الثقافية في 16 نيسان (أبريل) 2015؛ فيما ستفتح باقي القاعات أبوابها بقية السنة وفق ما أشارت تومي، مضيفة أنه سيجري إنجاز مسرح «الخروب» وفق المعايير الدولية. وضمن أنشطة التظاهرة، ستشهد المدينة افتتاح متحف للفنون والتاريخ، وآخر للوجوه التاريخية التي طبعت سيرتها القديمة إلى جانب معهد لموسيقى المالوف. هذه المشاريع ستترافق مع عمليات واسعة لتعزيز التراث الثقافي والديني للمدينة من بينها المساجد القديمة، والزوايا وبعض المؤسسات التي تستحضر رموز قسنطينة وأشهر شخصياتها من بينها وصية الشيخ عبد الحميد بن باديس.